151

Тадж Манзур

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Жанры

وما حكي عن نوح وإبراهيم وداوود وموسى ويونس وسليمان -عليهم السلام-، وما حكي عن بلعام بن بعورا وغيرهم لولا سابقة الخير لأنبيائه وأصفيائه؛ فإذا كان الأنبياء والأصفياء مؤاخذين على قليل من الذنوب فكيف بنا أهل الأوزار العظام، وأهل التفريط والإهمال لولا أنه بواسع رحمته، وعموم كرمه، عالم بضعفنا وعجزنا ما طمعنا في النجاة من عذابه مع قلة موجبها منا، ولكنه واسع المغفرة، وعميم اللطف؛ وقد قال تعالى: {يا عبادي الذين أسرفوا} الآية (سورة الزمر: 53)، {قل للذين كفروا إن ينتهوا} الآية_ (سورة الأنفال: 43)، وقد من على السحرة وأصحاب الكهف بمجرد الإيمان، وكان لهم به ما هو مشهور.

وروي: ((لا تقنط عبادي فإني أنا الغفور الرحيم)) . ومن تتبع الأخبار والآيات(79) علم ضرورة أن الخوف والرجاء واجبان، لا يترجح أحدهما على الآخر إلا ما قيل في حق المؤمن المواظب على الطاعات وترك المنهيات إذا ضعف حاله وقرب احتضاره أنه لابأس عليه في الميل إلى الرجاء. وكل تائب من ذنوبه متخلص من تبعاته فهو مثله، وليظن بربه خيرا.

الباب الخامس والعشرون

في إخلاص العمل وتصفيته ووجوب الشكر عليه

فعلى العبد أن يخلصه لمولاه، لأنه المالك له، المحسن إليه، ولايقبل ما شورك فيه بقصد لما روي: «أنا أغنى الشركاء عن الشركة»، وفي الرياء فضيحة في السر عند الملائكة الصاعدين بعمله، فيرد إن لوبس به، وفضيحة في العلانية غدا يوم ينادى بالمرائي: ((يا كافر، يا فاسق على رؤوس الأشهاد، ضل سعيك، وبطل أجرك، التمسه ممن تعمل له)).

ويروى أن الجنة قالت: أنا حرام على كل بخيل، ومراء.

وينوي بإخلاص عمله ابتغاء مرضات الله وطلب الأجر عليه [80] بالتقرب إليه به وتعظيم أمره وإجابة دعوته مع صحة الاعتقاد، وقيل: هو تصفية العمل ودوام المراقبة سرا وعلانية.

Страница 151