141

Тадж Манзур

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Жанры

وقد اجتمع الخير -قيل- في أربع: الجوع، والصمت، والاعتزال، والسهر، وبهن صار الأبدال أبدالا.

وقد حجب الناس بثلاث: حب الدرهم، وطلب الرئاسة، وطاعة النساء.

ويروى: لا يصلح(69) العبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم حتى يستقيم لسانه، وأقل الورع في اللسان، وما استقام لسانه إلا صلح سائر عمله، ولا اختلف إلا عرف الفساد في عمله، وفي خبر: لا يموت أحد إلا بحسرة وندامة، إن كان مسيئا كيف لم يحسن، وإن كان محسنا كيف لم يزدد؛ وفيما ذكرناه كفاية.

الباب الثاني والعشرون

في الخواطر والوسواس والدرلالة على طريق الاستقامة

قال تعالى: {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها} (سورة الشمس: 7)، وهما -قيل- التوفيق والخذلان، لأنه خلق التقوى في المؤمن، والفجور في الكافر، فسعدت نفس زكاها وأصلحها، وخابت نفس أضلها وأهلكها.

وكل قلب جمعت فيه ثلاث معان لم يفارقه خاطر اليقين، ولكن يضعف ويخفى لضعفها ودقتها ويقوى اليقين وتظهر قوته، لأن الثلاثة مكانه: أحدها الإيمان وموضعه من اليقين مكان حجر النار، الثاني العلم، ومكان موضعه الزنادة، والثالث العقل، وهو مكان الضياء والاقتباس؛ فإذا اجتمعت الأسباب قدح خاطر اليقين في القلب، ومثل القلب في قوة مدده مثل المصباح في القنديل، فالماء مكان العقل، والزيت موضع العلم وهو روح المصباح، وبمدده يظهر اليقين، والفتيلة مكان الإيمان منه وهي أصله وقوامه الذي يظهر بها، فعلى قدر قوة الفتيلة وجودتها يقوى اليقين، ومثل الإيمان في قوته بالورع وكماله بالخوف، وعلى قدر صفاء الزيت ورقته واتساعه تضيء النار التي هي اليقين؛ ومثل العلم في مدد الزهد وفقد الهوى، فصار العلم مكانا للتوحيد، فتمكن الموحد فيه على قدر المكان.

Страница 141