قالت الآنسة جولدفايزر بصوت مرتفع: «هل ترغبين في المزيد من السمك يا آنسة أوجليثورب ؟»
تنشق السيد سنو. «لم يعد هناك تمثيل رائع: بوث، جيفرسون، مانسفيلد ... كلهم قد رحلوا. اليوم، الأمر كله دعاية؛ حيث يطرح الممثلون والممثلات في السوق كالأدوية ببراءات اختراع. أليست هذه هي الحقيقة يا إلين؟ ... دعاية، دعاية.»
قال جولدفايزر فجأة: «لكن هذا ليس ما يحقق النجاح ... إذا كان بإمكانك القيام بالأمر مع الدعاية، فسيصبح كل منتج في نيويورك مليونيرا. إنها القوة الخفية الغامضة التي تمسك بالحشود في الشارع وتوجههم إلى مسرح بعينه ما يجعل الإيرادات ترتفع في شباك تذاكر بعينه، هل تفهمني؟ الدعاية لن تفعل ذلك، والنقد الجيد لن يفعل ذلك، ربما العبقرية، ربما الحظ، ولكن إذا تمكنت من إعطاء الجمهور ما يريد في الوقت المناسب والمكان المناسب، فستحقق نجاحا. هذا ما قدمته لنا إلين في هذا العرض الأخير ... لقد أنشأت علاقة مع الجمهور. ربما تكون أعظم مسرحية في العالم يمثلها أعظم الممثلين في العالم وتفشل فشلا ذريعا ... ولا أعرف كيف يحدث ذلك، لا أحد يعرف كيف يحدث ذلك ... إذ تذهب إلى الفراش ذات ليلة ومنزلك ممتلئ بالأوراق وتستيقظ في صباح اليوم التالي وقد حققت نجاحا مدويا. لم يعد بإمكان المنتج التحكم في الأمر، كما لا يمكن لخبير الأرصاد الجوية التحكم في الطقس. أليس ما أقوله هو الحقيقة؟» «آه، لقد تدهور ذوق جمهور نيويورك للأسف منذ الأيام الخوالي لوالاك.»
قالت الآنسة جولدفايزر بصوت أشبه بزقزقة العصافير: «ولكن كان هناك بعض المسرحيات الجميلة.»
كانت مشاعر الحب التي أحاطتها طوال اليوم قد أظهرت الحيوية على تجعدات شعرها ... تلك التجعدات الداكنة ... وقد كسر لونها الضوء الفولاذي الداكن ... مندفعة ... عاليا، يا إلهي، عاليا إلى الضوء ... وكانت تقطع بشوكتها قلب الخس الأبيض الهش. كانت تتلفظ بكلمات بينما تسربت بالفعل كلمات أخرى بارتباك داخلها كحزمة مكسورة من الخرز. جلست تنظر إلى صورة لامرأتين ورجلين يأكلون إلى طاولة في غرفة مغطاة بألواح عالية أسفل ثريا كريستالية مرتعشة. رفعت عينيها عن صحنها لتجد عيني الآنسة جولدفايزر الصغيرتين الشبيهتين بعيني عصفور، الثابتتين في حسرة وعطف على وجهها. «أوه أجل، نيويورك ممتعة حقا في منتصف الصيف أكثر من أي وقت آخر؛ حيث يكون التعجل والضجيج أقل.» «أوه نعم، هذا صحيح تماما يا آنسة جولدفايزر.» أظهرت إلين ابتسامة مباغتة حول المائدة ... كل مشاعر الحب التي أحاطتها طوال اليوم قد أظهرت الحيوية على تجعدات حاجبه الرفيع المرتفع، وومضت في عينيه في الضوء الفولاذي الداكن ...
في سيارة الأجرة، ضغطت ركبتا جولدفايزر القصيرتان العريضتان على ركبتيها؛ فامتلأت عيناه بما يشبه مصنعا خفيا كعناكب تغزل شبكة خانقة حلوة ودافئة حول وجهها ورقبتها. رجعت الآنسة جولدفايزر قصيرة وبدينة في المقعد المجاور لها. كان ديك سنو يحمل سيجارا غير مشتعل في فمه ويدحرجه بلسانه. حاولت إلين أن تتذكر كيف كان شكل ستان تحديدا، بنحوله الشديد كقافز زانة، ولكنها لم تتمكن من تذكر وجهه بالكامل؛ فلم تر سوى عينيه وشفتيه وأذنه.
كان ميدان التايمز مليئا بالأضواء الملونة المتراقصة، في تمويجات متقاطعة من الوهج. صعدوا في مصعد فندق أستور. تبعت إلين الآنسة جولدفايزر عبر حديقة السطح وسط الطاولات. رجال ونساء في ثياب السهرة، وفي الأردية الصيفية من الموسلين والبذلات الخفيفة يستديرون ويعتنون بها، كمحالق لزجة من كروم تحدق بها وهي تمر. كانت الأوركسترا تعزف لحن أغنية «في الحرملك الخاص بي» (إن ماي هاريم). أعدوا أنفسهم للجلوس إلى الطاولة.
سأل جولدفايزر: «ألا نرقص؟»
ابتسمت ابتسامة ساخرة باهتة في وجهه وهي تتركه يضع ذراعه حول ظهرها. كانت أذنه الكبيرة ذات الشعرات المنفردة التي تضفي عليه وقارا في مستوى عينيها.
كان يتنفس في أذنها قائلا: «إلين، صدقا ظننت أنني رجل حكيم.» التقط أنفاسه ... «لكنني لست ... لقد جعلتني أتحدث بحماس أيتها الفتاة الصغيرة وأنا أكره أن أعترف بذلك ... لماذا لا يمكنك الإعجاب بي قليلا؟ أود ... أن نتزوج بمجرد أن تحصلي على إذن الطلاق ... ألن تكوني أكثر لطفا معي بين الحين والآخر ...؟ سأفعل أي شيء من أجلك، تعلمين ذلك ... هناك الكثير من الأشياء التي يمكنني القيام بها من أجلك في نيويورك ...» توقفت الموسيقى. ووقفا متباعدين أسفل نخلة. «تعالي يا إلين إلى مكتبي ووقعي ذلك العقد. لدي سيارة فيراري تنتظرنا ... يمكننا العودة خلال 15 دقيقة.» «يجب أن أفكر في الأمر جيدا ... لا أفعل أي شيء مطلقا دون التفكير فيه لليوم التالي.» «يا إلهي، أنت تثيرين المرء.»
Неизвестная страница