الصواب، وما أشبههم بالمواد السامة يُدافُ قليلها في الدواء لتكون قوته من
قوتها، فإذا مازجته عادت فيه غير ما كانت وهي في نفسها لا تزال كما هي.
وما نريد أن نزيد "طه " على ما قلنا فيه مما ستقرأه في هذا الكتاب، ولكنا
نرجو أن يهديه الله فيكون من أمته ويعود إليها، فإنه إن لم يكن بها لا يكن
بغيرها، وإنها إن لم تكن به تكن بغيره.
وقد كان أمره وأمر أصحابه كما يكون من الوباء يمر بالدنيا مرة فيصيب
منها ولكنه يترك في أيدي أطبائها المصل الواقي منه أبدَ الدهر؛ ولقد تركوا لنا هذا الكتاب؛ فالله نسأل أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، نافعًا بهذه النية، مثوبًا بهذا النفع؛ وله الحمد في الأولى والآخرة.
مصطفى صادق الرافعي
1 / 10