147

قال ابن الأمير: وسمعت ما قال الحافظ العلائي: أنه لا علة، وإنما دعوى الوضع دفع بالصدر. وقد قال الذهبي في حق العلائي: إنه قرأ وأفاد وانتقى ونظر في الرجال والعلل وتقدم في هذا الشأن مع صحة الذهن وسرعه الفهم. انتهى.

هذا كلام الذهبي فيه وهو من معاصريه ومن أقرانه، وقد أثنى عليه غيره ممن تأخر عن عصره بأكثر من هذا. فظهر لك بطلان دعوى الوضع وصحه القول بالصحة كما اختاره الحافظ السيوطي، وهو قول الحاكم وابن جرير. انتهى.

بيان أهل البيت الواجب اتباعهم

ثم حكى مقبل كلاما طويلا لابن الأمير في بيان كثرة ذرية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). وفيه غلطة، وهي أنه عد الناصر الأطروش الحسن بن علي من ذرية زيد بن الحسن بن علي. وهو من ذرية علي بن الحسين بن علي.

ثم قال: وهنا انتهت المقدمة وإنما توسعنا فيها بعض توسيع، لأنا رأينا أهل ديارنا لا يعدون أهل البيت إلا الزيدية ولا يعرفون غيرهم.

والجواب: ان اسم أهل البيت وإن كان في الأصل يعم جميع الذرية داخلين في هذا الاسم فإنهم مع اختلافهم إلى فريقين:

فريق تابع لطريق سلفه منهم، وسلفه تابع لسلفه منهم، وهكذا إلى أهل الكساء.

وفريق تابع لغيرهم، فهو إما حنفي أو مالكي أو.... فهذا المنتمي إلى غيرهم تابع لغيرهم، وهو لا يوجب على الأمة اتباعه من حيث أنه من أهل البيت، وأن الحق مع أهل البيت. كيف وهو لا ينتمي إليهم بل ينتمي إلى غيرهم ؟ فهو بانتمائه إلى غيرهم قد أقر على نفسه بعدم الحجية في حال اتباعه لغيرهم.

أما الفريق الأول الذين يوجبون التمسك بأسلافهم من أهل البيت، ويتوارثون هذا المذهب خلف عن سلف، فهم باقون على الأصل لم يعدلوا عنه فهم مظنة مذهب أهل البيت، لأن مذهبهم وجوب التمسك بأهل البيت. وهم في طلبه من أسلافهم سلف عن سلف يتوارثونه قرنا بعد قرن.

Страница 151