Тахкик Вусул
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
Жанры
* بسم الله الرحمن الرحيم وبه التوفيق.
قال شيخنا الشيخ الإمام العالم العلامة الحبر الفهامة، مفحم المناظرين، قطب دائرة المتطببين، أوحد المجتهدين، أبو الهمم نور الدين، علي المناوي، متعنا الله بطول بقاءه، وزاد في عليائه، وأعاد علينا من بركاته وبركات علومه الزاخرة، وجمع لنا وله بين خيري الدنيا والآخرة بمحمد وآله * آمين. (1)
* بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد. (2)
الحمد لله مفيض الحكمة وفصل الخطاب بالإفضال، الذي خلق الإنسان وصوره على أحسن الصور والأشكال، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل مرسل أزيل به الإشكال، محمد الهادي لطريق الحق الماحي لطريق الضلال، وعلى آله وصحابته الأنجم الزواهر ما اخضر نجم في الغبراء وطلع في السماء نجم باهر.
وبعد فإن علم * الطب (3) قرين لعلم الأديان، وموضوعه أشرف مواليد الأركان، وغايته حفظ الصحة موجودة وردها * لبدن الإنسان مفقودة (4) فيالها من أمور قد شرف بها وتوفرت الدواعي عليه بسببها. * وقد اشتمل (5) الكتاب الموسوم بالفصول للإمام الأوحد أبقراط الموصل * للأصول (6) PageVW1P002A على جمل منه وأحكام محكمات مستندة للقياس والأمور المجربات، فشرعت في شرح له ممزوج بالأصل، مستوفيا للفائدة في كل فصل فصل، وقررت في الغالب على وجه يدفع اعتراضات أوردت عليه، وقد أصرح بالاعتراض وأضم جوابه إليه مقتبسا من شرحه للإمام العالم العلامة الشيخ علاء الدين بن * النفيس (7) ومن شرحه للشيخ الإمام ابن أبي صادق PageVW0P002A ومن شرحه لفيلسوف الزمان الآتي بالعجائب في هذا الشان جالينوس ومن شرحه للفيلسوف * الأستاذ (8) ابن القف مضيفا لذلك ما تيسر لي من الأبحاث من فضل الله تعالى منيل الخيرات. وسميته بتحقيق الوصول إلى شرح الفصول * ونسأل (9) الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ويعصمني من الزيغ والزلل ويوفقني لصالح القول والعمل، وإن ينفع به كما نفع بأصله وهو حسبنا PageVW1P002B ونعم الوكيل. هذا وينبغي أن نقدم أمام الكلام على المقالات التي رتب عليها الكتاب مقدمة، فنقول: الطب علم يقصد منه معرفة كيفية حفظ الصحة * حاصلة (10) وردها لبدن الإنسان مفقودة، وموضوعه بدن الإنسان من حيثية حفظ الصحة وإزالة المرض، وغايته أن يبلغ كل إنسان أجله المقدر له في الأزل، وذلك بأن يحمي رطوبته عن التعفين البتة وعن التحليل الزائد على المجرى الطبيعي، وبهذا يندفع ما قيل إذا كان الموت حقا فلا حاجة إلى علم الطب. فإن قيل إذا اقتضى علمه تعالى وقدرته وإرادته أن زيدا لا يمرض أو يمرض ويبرأ أو يمرض ولا يبرأ فإن كان الأول استغني عن الطب وإن كان الثالث لم يفد استعماله PageVW0P002B شيئا. وأجاب القرشي وابن القف بأنه يقال لهذا المعترض اترك الأكل والشرب لأن هذا المذكورات إن اقتضت حياته فلا يضره ترك الأكل والشرب، وإن لم تقتض هذه الأمور حياته لم يفده الأكل والشرب شيئا. فما أجاب به فهو جواب له ويظهر لي جواب آخر، وهو أن يقال PageVW1P003A أن هذه الأمور اقتضت صحة زيد مثلا * بمراعاته لأسباب تحفظ صحته عليه أو أنه يبرأ (11) بمراعاته لأسباب تزيل مرضه أو أنه لا يبرأ لعدم مراعاته لما يزيل مرضه من الأسباب. هذا والأقدمون كانوا يقدمون أمورا قبل الكلام على المقصود يسمونها الرؤوس الثمانية. الأول: الغرض لئلا يكون طلبه عبثا. الثاني: المنفعة ليحصل الاشتياق والنشاط للطالب ويتحمل المشاق. الثالث: السمة وهي عنوان العلم ليكون عنده اجمال ما يفصله. الرابع: من أي علم هو، ليطلب فيه ما يليق به. الخامس: من أي مرتبة هو، ليقدم على ما يجب وليؤخر عن ما لا يجب. السادس: القسمة أي التبويب، ليطلب في كل باب ما يليق به. السابع: الأنحاء والطرق التعليمية كطريق التركيب والعكس مثلا. مثال الثاني هو أن تنظر إلى الشيء الذي تريد علمه فتضعه في وهمك من أوله إلى أخره، ثم PageVW0P003A تبتدي من آخره راجعا بالعكس فتنظر في شيء شيء منه فيما لا يقوم ذلك الشيء إلا به إلى أن تنتهي إلى أوله. مثال ذلك الإنسان فإنك تقيم جملته PageVW1P003B في وهمك ثم تقول بدن الإنسان يتحلل إلى الأعضاء الآلية والأعضاء الآلية تتحلل إلى الأعضاء المتشابهة الأجزاء والأعضاء المتشابهة الأجزاء تتحلل إلى الأخلاط والأخلاط تتحلل إلى النبات الذي هو الغذاء، والنبات إلى * الاسطقسات (12) التي منها تركيب الأغذية وطريق التركيب مضادة لهذا المسلك، أعني * أنك (13) تبتدي من الشيء الذي انتهيت إليه بطريق التحليل، وتركب تلك الأشياء * التي (14) كنت حللتها بعضها إلى بعض حتى ينتهي التركيب إلى آخره. مثال ذلك أن تقول الاسطقسات يتركب منها النبات والنبات يتركب منه الأخلاط والأخلاط يتركب منها الأعضاء * المتشابهة الأجزاء والأعضاء المتشابهة الأجزاء يتركب منها الأعضاء (15) الآلية ومن الآلية يتركب جميع البدن. الثامن وهو تمام الرؤوس الثمانية المؤلف ليسكن قلب المتعلم. ولنذكر نبذة من أحوال أبقراط، فنقول هو إمام هذه الصناعة وهو أول من دون صناعة الطب وأظهرها. وكانت مدة حياته خمسة وسبعين سنة منها صبي متعلم ستة عشر سنة وعالم * معلم (16) PageVW0P003B تسعة * وخمسون (17) سنة، وله مصنفات كثيرة، PageVW1P004A ومن جملتها كتاب الفصول هذا، وهو يشتمل على تعريف جمل الطب ليكون قوانين في نفس الطب يقف بها على ما يتلقاه من أعمال الطب وهو يحتوي على جمل ما أودعه في سائر كتبه، وهذا ظاهر لمن تأمل فصوله. ثم اعلم أن هذا الكتاب قد غيرت ألفاظه من لغته الأصلية إلى لغة غيرها، فلذلك ربما يقع تعقيد في حصول المعنى، فإذا علم المراد في مثل هذه المواضع بالقرائن فيؤخذ. واعلم أيضا أن الله تعالى خلق قوة مدبرة للبدن وهي سبب لدرء المفاسد عنه وجلب المصالح إليه، وهي التي تسميها الأطباء الطبيعية. واعلم أيضا أن أحكام الطب في الأكثر أكثرية.
هذا والآن نشرع في المقصود بعون ذي القوة والجود، فنقول:
أما المقالة الأولى من المقالات السبع التي رتب عليها هذا الكتاب،
فهي تشتمل على فصول.
قال جالينوس أن معظم من فسر هذا الكتاب قالوا أن الفصل الأول منها صدر له سواء كان فصلا واحدا أو فصلين، لكن اختلفوا في المراد منه على أوجه كثيرة. قال القرشي والحسن منها أنه PageVW0P004A يجوز أن PageVW1P004B يكون مراده بذلك إقامة عذره في تصنيف الكتب لأن عمر الإنسان لا يفي بابتداع الصناعة الطويلة. ويجوز أن يكون مراده إقامة عذره في تصنيف هذا الكتاب على هذا الطريقة ليكون أسهل ضبطا، ويجوز أن يكون مراده بذلك إقامة عذر الطبيب إذا أخطأ، ويجوز أن يكون مراده حث المتعلم على * تحصيل (18) هذه الصناعة، ويجوز أن يكون مراده امتحان همة الطالب. ويظهر لك ما ذكر إذا تأملت فيما يقال لك الآن.
1
Неизвестная страница