المجلد الأول
مقدمة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ١ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كثيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ٢، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدا٧٠ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ٧١﴾ ٣.
أما بعد:
فإن التوحيد من أجْلِِِهِ بُعٍِِثَتْ الرسل، ومن أجل إقامته شُرعَ الجهاد، وهو من أهم ما يتكلم فيه الدعاة، ومن أفضل ما يؤلف فيه المؤلفون، ولقد كان الشيخ محمد ابن عبد الوهاب من عظماء الدعاة إليه فقد جاءت دعوته في الوقت المناسب وفي الحال المناسب وفي البلد المناسب.
وجاءت تلك الدعوة الإصلاحية التي قادها، مزيلة لكثير من البدع والشركيات والخرافات التي أقامها كثير من الناس وجعلوها من الإسلام، وهي لا تمت إلى الإسلام بصلة.
_________
(١) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة الأحزاب، الآية ٧٠-٧١.
1 / 5
جاءت تلك الدعوة لتعيد الناس إلى تعاليم الإسلام الصحيحة كما كان في عهد السلف الصالح.
لقد كان لدعوة التوحيد القبول في أنحاء الجزيرة العربية، وذلك لما كان عليه أهلها من الأحوال المتردية: فقد كانت الجزيرة العربية تضم العديد من المراكز الفكرية المختلفة كالحجاز ونجد والقطيف والأحساء وتهامة وعسير واليمن وعمان، ولكل جهة من تلك الجهات سمات وخصائص متميزة عن غيرها.
فقد كانت تعمها الفرقة السياسية والاتجاهات المذهبية والفرقة الدينية والخلافات القبلية، مما كان يستدعي أهل الفكر والعلماء آنذاك للمشاورات واللقاءات لإصلاح تلك الظروف.
ولهذا فإنه لما ظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان لها القبول في أنحاء الجزيرة، ولا أدل على ذلك مما قاله١ الإمام الصنعاني في تلك الفترة من الزمن لما بلغته دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
سلام على نجد ومن حل في نجد ... وإن كان تسليمي على البعد لا يُجْدي
قفي واسألي عن عالم حل سُوْحَها ... به يهتدي من ضل عن منهج الرشدِ
محمدُ الهادي لسنة أحمد ... فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
لقد أنكرت كلُّ الطوائف قوله ... بلا صدر في الحق منهم ولا ورد
إلى أن قال:
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه ... يعيدُ لنا الشرعَ الشريف بما يُبْدي
وينشرُ جهرًا ما طَوَى كلُّ جاهلٍ ... ومبتدع منه موافقُ ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادمًا ... مشاهد ضلّ الناسُ فيها عن الرشدِ
_________
(١) انظر: «ديوان الأمير الصنعاني»: ص ١٦٦-١٦٧.
1 / 6
إلى قوله في الدفاع عنه:
يصبُّ عليه سوطَ ذم وغيبة ... ويجفوه من كان يهواه من عمْدِ
ويُعزى إليه كلُّ ما لا يقولُه ... لتنقيصِهِ عند التهاميِّ والنجْدِ
فيرميه أهلُ الرفض بالنصبِ فريةً ... ويرميه أهلُ النصب بالرفضِ والجحدِ
وليس له ذنبٌ سوى أنه غدا ... يُتَابِعُ قولَ الله في الحل والعقد
ويتبع أقوال النَّبي محمدٍ ... وهل غيره بالله في الشرع من يهدي
ومما يدل على ذلك القبول - أيضًا - قولُ١ محمد بن أحمد الحفظي:
عصائبُ في نجدٍ تمهد للمهدي ... وتحيى موات الدين في القرب والبعد
وبارقهم ما زال بالخير لامعًا ... فَبُورِكَ من بَرْقٍ وبورك من نجدٍ
إلى قوله في الشوق للقاء أولئك الدعاة:
وهيَّجْتَ قلبي للمسير وللقا ... وأدخلت وسط القلب ودًّا على ودِ
ولو أن لي يا بارق الخير قدرة ... وليس معي عذر لجئتكم وحدي
ولكن أهلا ثم سهلا بمن دَعَا ... إلى الحقِّ والتوحيد للواحد الفرْدِ
وإني لمن يدعو إلى الحق تابعٌ ... مجيب وتواب من السهو والعمْدِ
ولقد كانت عسيرُ في مقدمة البلدان التي قبلت تلك الدعوة، وذلك بتوفيق الله تعالى ثم للواقع الذي كانوا يعيشونه; فقد سلموا إلى حد كبير مما أصاب أمثالهم من الاتجاهات الدينية الضالة والفرق المذهبية الخاطئة، حيث كان يسود قبائلها المذهب الشافعي، وهو مذهب سني معهود مما جعل قبول هذه الدعوة الإصلاحية أمرًا يسيرًا٢.
_________
(١) «نفحات من عسير» جمع محمد زين العابدين الحفظي: ص ٤٦.
(٢) انظر: مقدمة كتاب «عسير في ظلال الدولة السعودية الأولى» للدكتور/ عبد الله أبو داهش: ص ٥.
1 / 7
عملي في الكتاب:
وقد قسمت دراستي لهذا الكتاب إلى قسمين:
القسم الأول: الدراسة: وقد جعلته في بابين:
الباب الأول: التعريف بالمؤلف وعصره، وقسمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: عصر المؤلف: وفيه:
١- الحالة السياسية في عصره.
٢- الحالة الدينية في عصره.
٣- دور الحفاظية في إقامة دولة التوحيد.
الفصل الثاني: حياة المؤلف: وفيه:
١- اسمه ونسبه وأسرته.
٢- موطنه، ومولده، ووفاته.
الفصل الثالث: عقيدة المؤلف.
الباب الثاني: التعريف بالكتاب ونسخه. وقسمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: التعريف بالكتاب وبينت فيه:
١- اسم الكتاب.
٢- نسبته لصاحبه.
٣- موضوع الكتاب.
٤- منهج المؤلف في شرحه.
٥- مقارنته بالتيسير والفتح.
الفصل الثاني: التعريف بنسخ الكتاب وبينت فيه:
١- عدد النسخ وكيفية الحصول عليها ورموز.
٢- وصف نسخ الكتاب.
1 / 8
الفصل الثالث: الإضافة العلمية في الكتاب، وبينت فيه بعض المسائل والفوائد التي تعرض لها هذا الشرح زيادة عما جاء في الشرحين الآخرين، وإن كان فيهما من المسائل ما لم يتعرض لها هذا الشرح.
والقسم الثاني: النص المحقق:
وقد قمت فيه بخدمة النص من تخريج أحاديثه وآثاره ونصوصه، ونبهت على ما يحتاج إلى تنبيه وذلك ببذل قصارى جهدي.
1 / 9
منهجي في التحقيق:
وقد سرت في تحقيقي للكتاب على المنهج الآتي:
١- قمت بنسخ الكتاب على النسخة الأصل.
٢- حققت النص بأن أجريت مقارنة بين النسخة الأصل مع بقية النسخ الأخرى وأثبت الفروق في الحاشية. وقد حاولت أثناء هذه المقارنة أن أختار الصواب فإن كان من غير الأصل قوست عليه وأشرت في الحاشية.
٣- زدت في مقارنة النسخ مقارنة متن كتاب التوحيد بالنسخة المطبوعة ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورمزت لها بقولي "المؤلفات"، وما كان من زيادة في نسخة "المؤلفات" عما في النسخ المخطوطة جعلته بين قوسين ضمن المتن في أعلى الصحائف.
٤- جعلت متن كتاب التوحيد في أعلى الصحائف متكاملا إضافة إلى وجوده مقطعا أثناء الشرح.
٥- كل ما حصل بين النسخ من الاختلاف في أمثال "قال تعالى" أو "قال الله تعالى" أو "ﷺ" أو "﵌" أو "﵁" فإني أثبت ما فيه كمال العبارة ولا أشير إلى الفروق بين النسخ.
٦- صححت الأخطاء الواقعة في الآيات ولم أشر.
٧- صححت الأخطاء الإملائية والنحوية بدون إشارة لذلك إلا لما له وجه.
٨- إن كان الخطأ في حديث أو أثر ولا مجال لاحتمال صحة العبارة صححته من أصل الحديث أو الأثر وأشرت.
1 / 10
فقبل هذه الدعوةَ من بين من قبلها رجالٌ من تلك البلاد تعلقتْ قلوبهم بها، ثم هاجروا من أجلها إلى الدرعية فدرسوا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلامذته، ثم عادوا إلى بلادهم وقد جندوا أنفسهم لتلك الدعوة وتعليمها والجهاد من أجلها وتأليف الكتب فيها، ولقد كان "المؤلف" عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي أحد أولئك العلماء الذين بذلوا جهودهم في ذلك.
ولقد كان لكتاب التوحيد الذي ألفه الشيخُ محمد ابن عبد الوهابِ أعظمُ الأثر على من قبل دعوته، فقد أودع فيه أساس دعوته فأصبح منهجًا ودليلًا يسترشد به الدعاةُ إلى التوحيد.
ومن أجل هذا فقد اعتنى بشرحه وفهمه العلماءُ الذين قبلوا وأقبلوا على هذه الدعوة، فشرحوه وبينوه للناس بما يسهل عليهم فهمه.
ولقد كان هذا الشرح الذي بين أيدينا من هذه الشروح التي أسهمت في نشر دعوة التوحيد في عسير وتهامة في الوقت الذي كانت فيه الكتب نادرة قليلة.
وتأتي أهميته من حيث إنه قد اعتمد إلى حد كبير على كتب الشافعية التي كانت متداولة بين علماء تلك البلدان، فكان كالشاهد عليهم أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا تتسم بالتعصب لمذهب، وإنما تسير مع الحق وتدعو إلى الحق وتقبل الحق، فكانت له من الأهمية والمكانة العلمية الشيء الكثير في تلك الناحية، ومما يدل على دراسته وأهميته تنقله وتصحيح بعض نسخه، فقد انتسخ في ضمد بينما مؤلفه في عسير من رجال ألمع، وأهديت نسخة منه إلى بعض الأعيان في الرياض مما يدل على نفاسة الكتاب وأهميته.
فلما لهذا الكتاب من تلك الأهمية، ولما فيه من عرض لشرح كتاب التوحيد بأسلوب جديد بجوار الشرحين المعروفين "تيسير العزيز الحميد"
1 / 11
و"فتح المجيد"، فإني قد رأيت أن فيه إضافة علمية جديدة فعرضته على بعض مشايخي، وقرأت عليهم منه مواضع فأقروه، وبالتالي اخترت تحقيقه موضوعا لرسالتي هذه.
ولقد كان من أهم ما واجهته في بحثي هذا وكان سببا - بعد قدر الله - في عدم ظهور هذه الرسالة قبل هذا الوقت ما تعذّر عليّ من عدم وجود معلومات كافية عن المؤلف، لكنني بحمد الله وفضله استطعت بعد ذلك أن أقف على ما يحقق الغرض، فإنني بعد أن قمت باستعراض الكتب التي يظن أن له أو لأبيه فيها ترجمة ك "البدر الطالع" للشوكاني، و"نيل الوطر" لمحمد زبارة، والمعاجم الحديثة، ولم أجد له فيها ذكر، انتقلت إلى المخطوطات ك "المخلاف السليماني" لحسن بن أحمد عاكش الضمدي و"حدائق الزهر" له أيضا فقرأتها لعلي أجد عن المؤلف شيئًا فلم أجد.
- حينها أرسلت رسالة لعالم مشهور في اليمن له باع طويل في التاريخ والآثار وهو الشيخ القاضي إسماعيل بن علي الأكوع لعليِّ أحظى عنده بترجمة كاملة للمؤلف وأسرته فلم أجد.
- ثم إنه نقل إلي أنه ربما أجد معلومات عن المؤلف عند بعض أهل العلم في ضمد، فسافرت إليها واتصلت بأحد العلماء الأفاضل وهو الشيخ علي بن محمد أبو زيد الحازمي والذي حصلت على النسخة الأصلية من مكتبته كما سيأتي ذكره١ فوعدني - جزاه الله خيرا - باستعراض ما يستطيع الوصول إليه من مخطوطات يرى بأنها مظنةٌ لترجمتِه إلا أنه أرسل إلي بعد فترة أنه لم يجد شيئًا.
_________
(١) انظر: (ص ٧٣) .
1 / 12
- ثم قمت بعد ذلك بزيارة لمنطقة أبها التي بها أكثر عائلة الحفظيين ومن ثم قمت بزيارة قرى رُجال ألمع والشعبين، وقمت بزيارة من ذكر لي أن لديهم آثارا ومؤلفات وصورت من بعضهم بعض المخطوطات التي رأيت أن لها علاقة بموضوعي.
وتجولت في بعض المكتبات فحصلت على بعض الكتب عن تاريخ المنطقة.
وصورت من مكتبة النادي الأدبي بأبها بعض المواضع من بعض الكتب القديمة التي لها علاقة بترجمة المؤلف.
- ثم قمت بعد ذلك بجمع البحوث التي قام بإصدارها الدكتور/ عبد الله أبو داهش عن بلاد عسير، والتي كان من بينها دراسةُ بعض كتبها المخطوطة ومن بينها كتاب لأبي المؤلف "محمد بن عبد الهادي" وهو كتاب "الظل الممدود"، ووجدت أن أبا داهش لم يقف على معرفة مولده ووفاته مع أنه يعيش في أبها وله اتصال بمن لديهم الكثير من المخطوطات المتعلقة بذلك.
فتوصلت من مجموع دراستي لتلك المخطوطات والبحوث على المعلومات التي قيدتها في دراستي عن المؤلف، وأسأل الله أن لا يحرمني الأجر والثواب فيما بذلته من جهد المقل.
1 / 13
٩- كل كلمةٍ أو جملةٍ ضُرب عليها أو كررت بعد كتابتها فإني أهملها من غير إشارة لذلك.
١٠- عرفت ببعض الكلمات الغريبة والأماكن والمواضع مما رأيت الحاجة تمس إليه.
١١- أحلت شرحَ المؤلف وتفسيره للآيات وبيانه إلى المصادر والمراجع ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
١٢- عزوت الآيات القرآنية إلى أماكنها من المصحف الشريف بذكر السورة ورقم الآية.
١٣- خرجت الأحاديث الواردة في هذا الشرح إلا ما لم أجده وقد سلكت في ذلك الخطوات الآتية:
(أ) إن كان الحديث في "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم" خرجته منهما ولم أزد، وإن كان في أحدهما زدت عليه مصدرا إن وجدت.
(ب) إن كان الحديثُ في غيرهما وله مراجعُذ كثيرة تزيد على خمسة ذكرت اثنين أو ثلاثة منها وأحلت على الملحق لاستيفاء التخريج، وقد حذفت هذا الملحق من هذه الطبعة وسوف أطبعه مستقلا إن شاء الله.
(ج) أنقل بعد التخريج أقوال أهل العلم في تصحيح الحديث إن وقفت على شيء منها.
(د) إذا لم يذكر الراوي في الحديث ذكرته في الحاشية بعد تخريجه.
(هـ) إن كان الحديث مما توسعت في تخريجه أحيل إلى الملحق بذكر رقم الحديث في الملحق هكذا [٣ح] مثلا وذلك في أول الحاشية.
1 / 14
١٤- خرجت الآثار سواء كانت عن الصحابة أو التابعين أو من بعدهم من علماء السلف من كتب السنة أو كتب العقائد والزهد وغيرها ولم أهمل إلا ما لم أجده. فإن كان الأثر في أكثر من خمسة مصادر اكتفيت بذكر اثنين أو ثلاثة منها وأحلت على الملحق لما بقي هكذا [٣ث] مثلا.
١٥- ترجمت للأعلام من الرواة، وأصحاب الأقوال إلا ما تعذّر عليَّ ترجمة مختصرة ضمنتها ذكر ما له علاقة بالاعتقاد إن وجدت مشيرًا في نهاية كل ترجمة إلى أهم المراجع التي استقيت منها الترجمة، وقد استثنيت من ذلك من له شهرة كالخلفاء الراشدين، والأئمة الأربعة وأصحاب الكتب الستة.
١٦- سميت التفاسير في أثناء التحقيق بأسماء أصحابها وجمعت بين التسميتين في فهرس المراجع.
١٧- خصصت في آخر الرسالة فهارس شاملة للآيات والأحاديث والآثار والأعلام والشعر والغريب والأماكن والقبائل والأمم والفرق والأديان والحيوانات والكتب، وفهرس للموضوعات مرتبا على الحروف الهجائية، وفهرس المراجع والمصادر، ثم فهرس الموضوعات.
١٨- سوف يطبع الملحق مستقلا - إن شاء الله - مع بعض التعديل ليكون صالحا للرجوع لأي حديث في شروح كتاب التوحيد الثلاثة: "التيسير"، و"الفتح"، و"التجريد".
هذا ما قدمته من جهد ولا أدعي الكمال، فما كان فيه من صواب فالحمد والمنة لله على فضله، وما كان فيه من خطأ ونقص فإني أقول رحم الله امرئً وقف عليه فأهداه إليَّ.
وأحمد الله تعالى أن وفقني على إتمام تحقيق هذا الكتاب، وأشكر
1 / 15
شيخي الفاضل معالي الدكتور/ صالح بن عبد الله العبود مدير الجامعة الإسلامية الذي أشرف على هذه الرسالة حيث خصص لي الكثير من وقته في الجامعة وفي منزله مما جعل الرسالة تبرز بهذه الصورة المتكاملة فيما يظهر لي، ولقد كان رحب الصدر في كل لقاء ألتقي به، فجزاه الله عني خير الجزاء.
وأشكر الشيخين الفاضلين الدكتور/ محمد بن ربيع المدخلي، والدكتور/ أحمد بن مرعي العمري على تفضلهما بقبول مناقشة هذه الرسالة.
وأتقدم بشكري لكل مشايخي وزملائي من طلاب العلم الذين أعانوني على إتمام هذا التحقيق بكتاب أو مخطوط أو فائدة أو تقديم أي مساعدة،١ وأخص منهم بالذكر أولئك الذين حصلت على نسخ الكتاب عن طريقهم والذين قد ذكرتهم عند كلامي عن وصف النسخ.
وأسأل الله أن يديم خير هذه الجامعة للأمة الإسلامية وأن يزيد ويبارك فيه، وأن يعين المسئولين فيها على تقديم الأفضل للأمة الإسلامية، وأن يثيب الدولة السعودية على ما قدمته وتقدمه لهذه الجامعة من رعاية وخدمة.
والحمد لله رب العالمين.
إعداد
حسن بن علي بن حسين العواجي
المدينة النبوية - الجامعة الإسلامية- كلية الدعوة وأصول الدين- قسم العقيدة
_________
(١) ولا أنسى ما قام به معي الشيخ الدكتور/ حسن الحفظي الأستاذ في جامعة الإمام محمد ابن سعود بالرياض من خدمة حيث زودني برسائل إلى بعض الأعيان في أبها، وما قام به معي الأخ الفاضل الدكتور/ محمد بن علي بن مصلح الشهري من جامعة الإمام فرع أبها حيث قام بخدمتي واستضافتي ونقلي بسيارتة الخاصة إلى من احتجت إليه في داخل أبها وخارجها وذلك حين قيامي بزيارة أبها لهذا الغرض.
1 / 16
*
مقدمة تحقيق الكتاب
...
مقدمة الكتاب
بسم الله الرحمن الر حيم١.
الحمد/ لله الذي شرح صدور أوليائه بنور اليقين، ومنح بأنوار علومه من اختاره من عباده المؤمنين، وفتح أقفال قلوب علمائه بفتحه٢ المبين، وأرشدهم إلى تبيين أحكام الإسلام والدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمي٣ الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين.
أما بعد:
فإن التوحيد عظيم شأنه، عال قدره ومكانه، المحققون حول حماه [يحمون] ٤ والمقصرون٥ فيه في لجج بحار الشرك غارقون قال الله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ ٦ وأهم العلوم وأعظمها
_________
(١) في «ر» «ع» بعد البسملة قوله: (وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، وفي «ش»: (وبه الإعانة) .
(٢) في «ع»: (بمفتاحه)، وهو تحريف من الناسخ.
(٣) المقصود بوصف النبي ﷺ بـ «الأمي» إما نسبة إلى الأمة الأمية التي لا تكتب ولا تحسب وهم العرب، أو نسبة إلى الأم، والمعنى: أنه باق على حالته التي وُلد عليها لا يكتب ولا يقرأ المكتوب، وقيل: نسبة إلى أم القرى وهي مكة. انظر: «فتح القدير» للشوكاني: (٢/ ٢٥٢) . وإذا وصف ﷺ بـ «الأمية» عد ذلك مدحا له وتبرئة مما اتهمه به كفار قريش من أخذه للقرآن من عند غير الله حيث «يقولون إنما يعلمه بشر»، «وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا»، «وقالوا إن هذا إلا سحر يؤثر» .
(٤) في «الأصل»، و«ش»: (يحومون) .
(٥) في «ع»، و«ش»: (والمقصرون في لجج بحار. . . إلخ) .
(٦) سورة يوسف، الآية: ١٠٦.
1 / 5
وأفضلها وأقدمها توحيد١ الله وإفراده٢ بالعبادة، ومن أنفع الكتب المصنفة فيه "كتاب التوحيد" لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان النجدي٣ - تغمده الله برحمته الواسعة وأفاض عليه سحائب مغفرته الجامعة-، وقد شرعت في شرحه مستعينا بالله الكريم الوهاب، وأسأله النفع به وجزيل الثواب٤ وإصابة الحق بعين الصواب، وسميته: "تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد"، وأبدأ فيه بذكر بعض ترجمة الشيخ هو الإمام المجدد لدين الإسلام، علم الأئمة الأعلام، المتفرد في زمانه بنشر علم التوحيد، المؤيد بتأييد الله المبدئ المعيد، الذي شاع علمه٥ واشتهر، وملأ الأرض صيته وانتشر، كان بروزه إلى الوجود في
_________
(١) وهو المعروف بتوحيد الألوهية، وكونه أهم العلوم; لأن موضوعه توحيد الله وعبادته وحده، وأما كونه أعظمها وأفضلها وأقدمها; فلأنه يختص بما من أجله خلق الخلق، قال الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.
(٢) قوله: (وإفراده) سقطت من «الأصل» .
(٣) الذين يترجمون للشيخ محمد بن عبد الوهاب إنما ينسبونه إلى أصله الذي ينتمي إليه، فيقولون: هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي، ومن نسبه إلى نجد فإنما أراد نسبته إلى البلاد التي نشأ بها وظهرت منها دعوته وغالبًا ما يكون هذا الاستعمال ممن بعدت دياره عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ومن أمثلة ذلك قول الصنعاني في القصيدة التي نظمها عندما بلغته دعوة الشيخ حيث قال فيه: سلام على نجد ومن حل في نجد وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي وقول عمر رضا كحالة في «معجم المؤلفين» (١٠/ ٢٦٩) -بعد ذكر نسبه-: (. . . ابن مشرف التميمي النجدي) . وقول الزركلي في «الأعلام» (٦/ ٢٥٧): (. . . بن سليمان التميمي النجدي) .
(٤) قوله: (الوهاب، وأسأله النفع به وجزيل الثواب) سقطت من «ع» .
(٥) في «ر»، و«ع»، و«ش»: (شاع فضله) .
1 / 6
العيينة١ محلة آبائه والجدود، سنة خمس عشرة بعد المائة والألف، نشأ بها في طاعة الله تعالى، ورحل في طلب العلم/ الشريف، وجد واجتهد، ونال ما طلب وقصد ودعا إلى الله تعالى، وانتقل إلى الدرعية٢ واستقر به القرار في محروس تلك الديار، وهو يدعو الناس إلى عبادة الله بالإخلاص و[أن] ٣ لا يشرك بالله شيئًا، ولم تزل دعوته تهرول في آفاق٤ الأرض وتجري، وتبكر في جميع الأقطار وتسري٥ وكانت وفاته يوم الاثنين في شهر شوال سنة ست بعد المائتين والألف٦ فكان عمره قريبا من ثنتين وتسعين سنة، رحمه الله تعالى.
والآن ابتدي في المقصود بعون الله الملك المعبود٧.
_________
(١) العيينة: بضم العين فياءين مفتوحة ثم ساكنة فنون مفتوحة فهاء. بلدة تقع في ملتقى شعاب وادي حنيفة الرئيسية كان لها دور كبير وكانت تحكم ما حولها، ولها صولة ونفوذ، كان بها مولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب. انظر: «معجم اليمامة»: (٢/ ١٩٨-٢٠٥) .
(٢) الدرعية: بكسر الدال وإسكان الراء وكسر العين فياء مشددة مكسورة فهاء، نسبة إلى الدروع وهم بطن من بني حنيفة. بلدة تقع شمال غرب الرياض بمسافة عشرين كيلا ويشقها وادي حنيفة، وفيها توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب. انظر: «معجم اليمامة»: (١/ ٤١٦-٤٢٧) .
(٣) زيادة: (أن) من «ر»، وفي «الأصل»، و«ع»، و«ش»: (ولا يشرك) .
(٤) في «ر»، و«ع»: (أقطار) بدل: (آفاق) .
(٥) في «ع»: (تسير) .
(٦) وهكذا ذكره ابن غنام في «الروضة»: (٢/ ١٥٤)، وعبد الرحمن بن قاسم في «الدرر السنية»: (١٢/ ٢٠)، وقد خالف ابن بشر في الشهر فقال في «عنوان المجد» (١/ ٩٥): كانت وفاته في آخر ذي القعدة، وكذا قاله إبراهيم بن عبيد في «تذكرة أولي النهي»: (١/ ٤٧) .
(٧) عبارة: (بعون الله الملك المعبود) +سقطة من «ر» .
1 / 7
بسم الله الرحمن الر حيم
الحمد لله
_________
قال الشيخ رحمه الله تعالى: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ أي أبتدي مستعينًا به تعالى، والله علم للذات١ الواجب الوجود٢ والرحمن الرحيم صفتان بنيتا ٣ للمبالغة، والرحمن أبلغ من الرحيم؛ لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى.
﴿الحمد لله﴾، أي: كل ثناء بجميل سواء كان في مقابلة نعمة أم لا، ثابت ومستحق له، ومختص به ﵎، والشكر ما كان في مقابلة نعمه سواء كان قولًا أم فعلًا٤ فالحمد لا يكون إلا باللسان، والشكر يكون باللسان٥ وبغيره، والألف واللام في الحمد للعموم، أي: يستحق٦.
_________
(١) في «ع»: (والله عليم)، وفي «ش»: (والله أعلم)، وهي من تصحيف النساخ.
(٢) إطلاق واجب الوجود على الله من عبارات المتفلسفة، وأقرب منهم إلى الحق الذي جاءت به الرسل متكلمة الصفاتية فيعبرون بلفظ: (الصانع)، والأقرب إلى الحق بعدهم المعتزلة فيعبرون بالقديم والمحدث؛ لأنهم أثبتوه بناء على حدوث الأجسام، والحق الموافق لما في الكتاب والسنة أن يطلق عليه الرب والخالق كما أطلقه على نفسه وكما أطلقه عليه رسول الله ﷺ.
(٣) في «ر»: (بنيته)، وفي «ش»: (بننة)، و«ع» سقطت.
(٤) أي: «ر»، و«ع»: (أو فعلًا) .
(٥) في «ع»: (لا يكون باللسان)، وهو خطأ ظاهر من الناسخ.
(٦) قوله: (والشكر يكون باللسان وبغيره، والألف واللام في الحمد للعموم - أي: يستحق) سقط من «ع» .
1 / 9
جميع المحامد كلها١ وأردف الشيخ التسمية بالحمد اقتداء بكتاب الله العزيز، وعملا بما صح عن النبي ﷺ " كل أمر ذي بال "٢ - أي: حال يهتم به- لا يبدأ فيه ببسم٣ الله الرحمن الرحيم،- وفي رواية: بالحمد- فهو أجذم"، أي: مقطوع البركة. رواه أبو داود، وغيره٤ وحسنه ابن الصلاح٥.
_________
(١) انظر: «تفسير الطبري»: (١/ ٥٩-٦٢)، و«تفسير البغوي»: (١/ ٣٩)، و«تفسير ابن الجوزي»: (١/ ١٠-١١) .
(٢) ابن ماجه: النكاح (١٨٩٤) .
(٣) في «ر»، و«ع»: (بسم) .
(٤) [١، ٢ح] «سنن أبي داود»: (٥/ ١٧٢، ح ٤٨٤٠)، كتاب الأدب، باب الهدي في الكلام بلفظ: كل كلام لا يبدأ. . . .، «سنن ابن ماجه»: (١/ ٦١٠، ح ١٨٩٤)، كتاب النكاح، باب خطبة النكاح، «سنن الدارقطني»: (١/ ٢٢٩، ح١، ٢)، كتاب الصلاة (٤) . انظر بقية التخريج في الملحق. وقد جاءت الرو، الآية بالشك «كل كلام أو أمر»، وفي آخر الحديث: «أقطع أو أبتر»، والحديث جاء من رو، الآية أبي هريرة ﵁. والحديث كما ذكر الشارح قد حسنه ابن الصلاح. انظر ذلك في: «طبقات الشافعية»: (١/ ٩)، وكذا حسنه النووي في «الأذكار»: (ص ١٤٩، ح ٣٣٩)، وصححه ابن حبان: «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان»: (١/ ١٠٢)، وأشار ابن حجر إلى ضعفه كما نقله عنه في «الفتوحات الربانية»: (٣/ ٢٩٠) .
(٥) هو: أبو عمرو عثمان بن المفتي صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الملقب تقي الدين، الإمام، الحافظ. قال الذهبي: كان سلفيًا، حسن الاعتقاد، كافًّا عن تأويل المتكلمين، مؤمنا بما ثبت من النصوص غير خائض ولا معمق، توفي سنة ٦٤٣هـ. انظر ترجمته في: «تذكرة الحفاظ»: (٤/ ١٤٣٠-١٤٣٣، ت ١١٤١)، «سير أعلام النبلاء»: (٢٣/ ١٤٠-١٤٤، ت ١٥٠)، «وفيات الأعيان»: (٣/ ٢٤٣-٢٤٥، ت ٤١١)، «الأعلام» للزركلي: (٤/ ٢٠٧) .
1 / 10
رب العالمين
_________
﴿رب العالمين﴾ الرب بمعنى الملك، كما يقال: رب الدار، رب الشيء، أي: مالكه، ويكون بمعنى١ التربية والإصلاح٢ يقال: رب فلان الضيعة يربها إذا أصلحها، فالله ﷾ مالك العالمين ومربيهم ومصلحهم ولا يقال: الرب للمخلوق معرفًا، بل يقال: رب الشيء مضافًا، والعالمين جمع عالم٣ لا واحد له من لفظه٤ وهو اسم لكل، موجود سوى الله تعالى٥ فيدخل فيه جميع الخلق، قال ابن عباس٦ ﵄: " هم الجن والإنس المكلفون بالخطاب٧ "، وقيل:
_________
(١) كلمة: (بمعنى) سقطت من «الأصل»، وهي مثبتة في كل النسخ.
(٢) انظر: «تفسير البغوي»: (١/ ٣٩)، وانظر: «لسان العرب»: (١/ ٣٩٩)، مادة: «ريب»، و«القاموس المحيط»: (ص ١١١)، مادة: «ريب» .
(٣) كلمة: (عالم) سقطت من «ع» .
(٤) انظر: «لسان العرب»: (١٢/ ٤٢١)، مادة: «علم»، وقد علله بقوله: (لأن عالما جمع أشياء مختلفة، فإن جعل عالم لواحد منها صار جمعا لأشياء متفقة) .
(٥) هذا القول ذكره القرطبي: (١/ ١٣٨)، والشوكاني: (١/ ٢١) في تفسيريهما، عن قتادة، وقال في «القاموس» (ص ١٤٧٢): (العالم: الخلق كله أو ما حواه بطن الفلك) .
(٦) هو: عبد الله بن عباس، الصحابي الجليل، حبر الأمة، دعا له النبي ﷺ بأن +يفقه الله ويعلمه التأويل، قال ابن مسعود عنه: (نعم ترجمان القرآن ابن عباس)، وُلد قبل الهجرة بثلاث سنوات، وتوفي سنة ٦٨هـ. انظر ترجمته في: «صفة الصفوة»: (١/ ٧٤٦-٧٥٨)، «الإصابة»: (٦/ ١٣٠-١٤٠، ت ٤٧٧٢)، «تذكرة الحفاظ»: (١/ ٤٠-٤١) .
(٧) «تفسير القرطبي»: (١/ ١٣٨)، «تفسير البغوي»: (١/ ٤٠)، «تفسير السيوطي»: (١/ ١٣)، و«تفسير الشوكاني»: (١/ ٢١) . قال الأزهري: (الدليل على صحة قول ابن عباس قوله ﷿: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وليس النبي ﷺ نذيرا للبهائم ولا للملائكة، وهم كلهم خلق الله، وإنما بعث محمد ﷺ نذيرا للجن والإنس) .
انظر: «لسان العرب»: (١٢/ ٤٢١)، مادة: «علم» .
1 / 11
(العالم اسم لذوي العلم من الملائكة والجن والإنس)، ولا يقال للبهائم: عالم; لأنها لا تعقل١ واختلف٢ في مبلغ عددهم، والله تعالى أعلم بالصحيح منها. فنقل عن المتقدمين أعداد مختلفة، فقال مقاتل٣ " (ثمانون ألف عالم نصفها في البر ونصفها في البحر "٤ وقال الضحاك٥ " (ثلاثمائة وستون عالمًا حفاة عراة لا يعرفون خالقهم،
_________
(١) «تفسير البغوي»: (١/ ٤٠)، و«تفسير القرطبي»: (١/ ١٣٨)، وقال: لأن هذا الجمع إنما هو جمع من يعقل، وكذا في «تفسير ابن كثير»: (١/ ٢٥) ونقل عن قتادة ومجاهد والحسن أن العالمين جميع المخلوقين قال الله تعالى: ﴿قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما﴾ . انظر: «تفسير البغوي»: (١/ ٤٠)، وجاء في «المعجم الوسيط» (٢/ ٦٣٠): (كل صنف من أصناف الخلق كعالم الحيوان وعالم النبات) فأدخل في إطلاق اسم العالم: الحيوان والنبات.
(٢) في «ر»: (واختلفوا) .
(٣) هو: مقاتل بن سليمان بن كثير الأزدي الخراساني -أبو الحسن البلخي- روى عن مجاهد وعطاء والضحاك بن مزاحم، كان من العلماء الأجلاء، قد رمي بالتجسيم، قال عنه الذهبي: كان من أوعية العلم بحرا في التفسير، مات سنة ١٥٠هـ. انظر ترجمته في: «طبقات المفسرين»: (٢/ ٣٣٠-٣٣١)، «تهذيب التهذيب»: (١٠/ ٢٧٩-٢٨٥)، «وفيات الأعيان»: (٥/ ٢٥٥-٢٥٧) .
(٤) «تفسير البغوي»: (١/ ٤٠) .
(٥) هو: الضحاك بن مزاحم الهلالي -أبو القاسم-، ويقال: أبو محمد، تاب عي جليل، كان إماما في التفسير، كان الضحاك إذا أمسى بكى، فيقال له فيقول: لا أدري ما صعد اليوم من عملي، وكان دأبه إذا سكت أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، مات سنة ١٠٢هـ، وقيل: ١٠٥هـ، وقيل: ١٠٦هـ.
انظر ترجمته في: «البد، الآية والنه، الآية»: (٩/ ٢٤٩)، «سير أعلام النبلاء»: (٤/ ٥٩٨- ٦٠٠)، «تهذيب التهذيب»: (٤/ ٤٥٣-٤٥٤) .
1 / 12
وستون ألفًا مكسيون يعرفونه "١ وقال ابن المسيب٢ " لله ألف عالم ستمائة في البحر، وأربع مائة في البر "٣ وقال وهب٤ " (ثمانية عشر ألف عالم) ٥ الدنيا عالم منها٦ وما العمران في الخراب إلا كفسطاط في صحراء"٧ -الفسطاط الخيمة-، وقال كعب الأحبار٨ " (لا يحصى
_________
(١) «تفسير الألوسي»: (١/ ١٣) .
(٢) هو: سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب -أبو محمد- المخزومي، كان من أجل التابعين، سمع من بعض الصحابة، كان واسع العلم وافر الحرمة متين الديانة قوَّالا بالحق فقيه النفس، وُلد لسنتين مضتا من خلافة عمر، واختلف في وفاته إلى أقوال أقواها أنه في سنة٩٤ هـ، أو سنة ١٠٥هـ. انظر ترجمته في: «تذكرة الحفاظ «: (١/ ٥٤-٥٦)، «تهذيب التهذيب»: (٤/ ٨٤-٨٨)، «سير أعلام النبلاء»: (٤/ ٢١٧- ٢٤٦)، «طبقات ابن سعد»: (٥/ ١١٩-١٤٣) .
(٣) «تفسير ابن كثير»: (١/ ٢٥، ٢٦)، وحكى ذلك -أيضا- عن سبيع الحميري.
(٤) هو: وهب بن منبه اليماني -أبو عبد الله- صاحب الأخبار والقصص وأخبار الأوائل وأحوال الأنبياء وسير الملوك، ذكر عنه ابن قتيبة في كتاب «المعارف» أنه كان يقول: قرأت من كتب الله تعالى اثنين وسبعين كتابا، وُلد سنة ٣٤هـ، وتوفي سنة ١١٠هـ. انظر ترجمته في: «وفيات الأعيان»: (٦/ ٣٥- ٣٦) «طبقات ابن سعد»: (٥/ ٥٤٣)، و«تذكرة الحفاظ»: (١/ ١٠٠-١٠١) .
(٥) كلمة: (عالم) سقطت من «ر» .
(٦) «تفسير ابن كثير»: (١/ ٢٦) .
(٧) «تفسير البغوي»: (١/ ٤٠)، و«غرائب التفسير» للكرماني: (١/ ٩٩) .
(٨) هو: كعب بن ماتع الحميري، اليماني -أبو إسحاق- تابعي، كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن، وأسلم في زمن أبي بكر، قدم المدينة أيام عمر، كان خبيرا بكتب اليهود، وله ذوق في معرفة صحيحها من باطلها، توفي سنة ٣٢هـ. انظر ترجمته في: «سير أعلام النبلاء»: (٣/ ٤٨٩-٤٩٤)، «وفيات الأعيان»: (٧/ ٤٤٥-٤٤٦)، «الأعلام»: (٥/ ٢٢٨)، «تذكرة الحفاظ»: (١/ ٥٢) .
1 / 13