مقدمة ... تحقيق الرجان بصوم يوم الشك من رمضان تأليف: العلامة مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي، المتوفي سنة ١٠٣٣هـ دراسة وتحقيق وتعليق: الدكتور عبد الركريم بن صنيتان العمري بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: فإن الإشتغال بالعلوم الشرعية، من أسمى ميزات طالب العلم، ومن أجل العلوم النافعة التي حث الشارع على تلقيها، والتزود منها، والحرص على الإلمام بها، علم الفقه. قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ ١. وقال ﵊: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين"٢. وهذا كتاب لطيف في الفقه المقارن، تحدث فيه مصنفه عن إحدى مسائل الفقه الهامة، هي مسألة: "صوم يوم الشك من رمضان". وقد عرض فيها أقوال الأئمة الأربعة، أصحاب المذاهب المشهورة، وأورد أدلة كلٍ وناقشها بأسلوب مبسط، ومرتب، وخالٍ من التكلف. وقد عثرت على هذا الكتاب أثناء إحدى مطالعاتي لفهارس المخطوطات في إحدى المكتبات، ومن ثمّ بذلت جهدي في جمع نسخ الكتاب الأخرى. _________ ١ الآية ١٢٢ من سورة التوبة. ٢ ورد من طريق معاوية ﵁. أخرجه البخاري ١/٢٤، ومسلم ٢/٧١٨ رقم ١٠٣٧.

1 / 3

فأحببت أن أسهم إسهامًا متواضعًا في إخراج شيء من كتب التراث الإسلامي، التي تزخر بها مختلف خزائن المخطوطات في العالم. راجيًا من الله العلي القدير أن يكون عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم، إنه على كل شيء قدير. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. المحقق

1 / 4

أولًا: دراسة حياة المصنف ترجمة المصنف مصادر ترجمته: وردت ترجمة المصنف في المصادر الآتية١: - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لحاجي خليفة ٢/١٩٤٨. - خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر: للمحبي ٤/٣٥٨. - نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة: للمحبي أيضًا ٢/٨٦. - النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل: للغزي ١٨٩. - عنوان المجد في تاريخ نجد: لابن بشر ٣٨. - السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة: لابن حميد ٤٦٣. - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون: لإسماعيل باشا ١/٧، ١٨، ٣٤، ٥٠، وغيرها. - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين له أيضًا ٢/٤٢٦. - المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل: لابن بدران ٤٤٢. - مختصر طبقات الحنابلة: للشطي ٩٨. - الأعلام للزركلي ٧/٢٠٣. - معجم المؤلفين، لكحالة ١٢/٢١٨. - مصطلحات الفقه الحنبلي: للثقفي: ٢٢٠. - مفاتيح الفقه الحنبلي، له أيضًا ٢/١٩٣. _________ ١ رتبت المصادر هنا حسب أسبقية وفاة مؤلفيها.

1 / 7

الناظرين»، وكان يدرّس بجامع ابن طولون بالقاهرة، حتى توفي بها سنة (١٠٤٤هـ) ١. (٢) محمد بن أحمد المرداوي، الحنبلي٢. العلامة الفقيه، شيخ الحنابلة في عصره بالقاهرة، ومرجعهم، كان جبلًا من جبال العلم، بحرًا من بحور الإتقان، أخذ العلم عن التقي الفتوحي، والشيخ عبد الله الشنشوري الفرضي، وغيرهما، وأخذ عن جماعة منهم المصنف، والشيخ منصور البهوتي، والشيخ عثمان الفتوحي، وخلق غيرهم، مات بمصر سنة (١٠٢٦هـ) . (٣) محمد حجازي بن محمد بن عبد الله، الشهير بالواعظ، القلقشندي، الشافعي٣ المتوفى سنة (١٠٣٥هـ) . الإمام المحدث فقيه مصري، نشأ بالقاهرة وحفظ القرآن، ومتونًا أخرى في النحو والقراءات والفقه، وأخذ العلم عن أكثر من ثلاثمائة شيخ. من مصنافته الكثيرة: «شرح الجامع الصغير للسيوطي» و«سواء الصراط» . (٤) يحيى بن موسى بن أحمد بن موسى الحجاوي المقدسي الحنبلي٤. الإمام البارع المسند، المحدث الفرضي، أخذ الحديث وغيره بدمشق عن جماعة منهم والده، والبدر الغزي، ومنصور بن إبراهيم الشامي، وانتقل إلى القاهرة فأخذ بها عن التقي الفتوحي، ودرس بالجامع الأزهر، وكانت له حلقات مشهورة مشهودة، وقد أخذ عنه جماعة منه المصنف، والشيخ محمد بن النقيب، والقاضي محمود بن عبد الحميد، والشيخ منصور البهوتي، وغيرهم، وكانت وفاته بالقاهرة. _________ ١ خلاصة الأثر ١/٣١٢، هدية العارفين ١/١٥٨، الأعلام ١/٢٣٧. ٢ خلاصة الأثر ٣/٣٥٦، النعت الأكمل ١٨٥، السحب الوابلة ٣٦٣، مختصر الطبقات ٩٦. ٣ خلاصة الأثر ٤/١٧٤، الأعلام ٦/٧٩. ٤ النعت الأكمل ١٨٢، مختصر الطبقات ٩٥.

1 / 8

تلاميذه: رغم أن المصنف ﵀ قد بلغ منزلة عالية في العلم، ووصل إلى منصب الإقراء والإفتاء والتدريس، وقطع زمانه في ذلك، إلا أن مصادر ترجمته لم تذكر له تلميذًا واحدًا، إلا أنه من خلال قيامي بعملية استقراء ومتابعة في كتب التراجم، أمكن الوقوف على أسماء بعض تلاميذه، وهم: (١) أحمد بن يحيى بن يوسف الحنبلي الكرمي، أبو العباس المقدسي١. كان من العلماء العاملين، وأحد العباد الزاهدين، ولد في القدس، وقرأ القرآن بطور كرم، ثم رحل إلى القاهرة، وأخذ بها الفقه وغيره عن عمه المصنف، وعن العلامة منصور البهوتي، وجمال الدين يوسف الفتوحي، وغيرهم. وكانت له حلقة بالجامع الأزهر، يدرس فيها العلوم الدينية، وكان حسن السيرة، مات سنة: (١٠٩١) هـ. (٢) عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر البعلي الأزهري الحنبلي٢. مفتي الحنابلة بدمشق، كان علمًا بارزًا في مختلف العلوم، اشتهر بابن فقيه فصة، أخذ الفقه عن المصنف، وعن القاضي محمود بن عبد الحميد، وعن الشهاب أحمد الوفائي المفلحي، وعن الشيخ منصور البهوتي، وغيرهم، مات سنة (١٠٧١) هـ. (٣) محمد بن موسى بن محمد الجمازي، المالكي٣. أحد الفضلاء الأعيان، له اشتغال بالأدب، وولي القضاء بمصر، ومن مشايخة المصنف، ومحمد بن محمد الغزي، وعبد الواحد الرشيدي، مات سنة (١٠٦٥هـ) . من مصنفاته: «شرح الأندليسة في العروض» و«الحجة» . _________ ١ خلاصة الأثر ١/٣٦٧، النعت الأكمل ٢٤٩، السحب الوابلة ١١٧. ٢ خلاصة الأثر ٢/٢٨٣، النعت الأكمل ٢٢٣، مختصر الطبقات ١٠٩، الأعلام ٣/٢٧٢. ٣ خلاصة الأثر ٤/٢٣٤، إيضاح المكنون ١/٣٩٣، الأعلام ٧/١١٩.

1 / 9