243...

مصر، وزين له ذلك وقال: متى تم ذلك شد الناس رحالهم من أقطار الأرض إلى مصر، وكانت منقبة لسكانها، فاجتهد الحاكم في قوة وبنى بمصر حائرا وأنفق عليه مالا جزيلا، قال: وبعث أبا الفتوح لنبش الموضع الشريف وحملهم فلما وصل إلى المدينة وجلس بها حضر جماعة من المدنيين، وقد علموا ما جاء منه، وحضر معهم قارئ يعرف بالزلباني فقرأ في المجلس (وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم) إلى قوله: (ان كنتم مؤمنبن) فحاج الناس وكادوا يقتلون أبا الفتوح ومن معه من الجند، وما منعهم من السرعة إلى ذلك الا أن البلاد كانت لهم، ولما رأى أبو الفتوح ذلك قال لهم: الله أحق أن يخشى والله لا أفعل ذلك ولو أراد الحاكم نزع روحي، ولا أتعرض للموضع الشريف، وحصل له من ضيق الصدر ما يجل عن التكييف، فما انصرف ذلك النهار حتى أرسل الله ريحا كادت الأرض تزلزل من قوتها حتى دحرجت الابل بأقتابها، والخيل بسروجها، كما تدحرج الكرة على وجه الأرض، وهلك أكثرها وخلق من الناس الذين كانوا معه، فانشرح صدر أبي الفتوح، وذهب روعه من الحاكم بذلك لقيام عذره من امتناع ما جاء فيه والله أعلم (1).

وذكر ابن زبالة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في (مسجد دار...

Страница 243