Тахким аль-Укул
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Жанры
قلنا: سأل عن قومه ولذلك أخذتهم الصاعقة، وقد قالوا: ?أرنا الله جهرة?[النساء:153]، ولذلك عظم فعلهم بقوله: ?فقد سألوا موسى أكبر من ذلك?[النساء:153].
فإن قال: أليس قال: ?وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة?[القيامة:22-23]؟
قلنا: كلامنا في الرؤية لا في النظر، والمراد بالآية قيل: الانتظار، وقيل النظر إلى الثواب ويحمل عليها، فكأنه قيل: ينظر إلى ثواب الله ونعمته وينتظر أمثالها أبدا وذلك من تمام النعمة.
فإن قيل: إذا كان موجودا وجب أن يرى كالشاهد؟.
قلنا: فيجب أن يكون جسما أو عرضا كما في الشاهد كل مرئي جسم أو عرض كما أن كل مرئي موجود.
ويقال: أليس هاهنا أعراض لا تدرك؟، فإن قالوا: يصح أن يدرك الجميع، لزمهم أن يصح إدراك المعدوم.
ويقال لهم: كما نرى في الشاهد إذا لم يكن حالا كان محلا، والقديم لا يصح أن يكون حالا ولا محلا.
فإن قيل: قد روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته)).
قلنا: ظاهره يوجب التشبيه، والمراد أنكم ستعلمونه ضرورة من غير كلفة نظر ومن غير دخول شك أو شبهة، وزعم الأشعري أنه يصح إدراكه بجميع الحواس، وقد سبق الإجماع بخلافه، ويلزمه أن يكون من جنس الصوت والطعم وأن يكون جسما تعالى عن ذلك.
Страница 98