Тахким аль-Укул
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Жанры
قلنا: الخير والشر يحصل من فاعل مختار، كالواحد منا يضرب مظلوما ويطعم جائعا.
وبعد أليس يجوز في الجسم المتحرك أن يسكن، وفي الحار أن يبرد!.
فإن قال: لا، كابر، وإن قال: نعم.
قلنا: فإذا كان القديم مريدا بإرادة لا في محل واختصاصها بهما على السواء، فإذا صار أحدهما مريدا لشيء صار أحدهما مريدا له، فوجب أن لا يصح أن يريد أحدهما شيئا لا يريده الآخر، وذلك ينقض كونهما قادرين.
ويقال لهم: أيصح من الواحد منا أن يصدق بلسان ويكذب به؟.
فإن قالوا: لا، كابروا، وإن قالوا: نعم، أضافوا الخير والشر إلى واحد، وكذلك يلزمهم في القلب يريد به الخير والشر ويعتقد العلم والجهل، ويلزمهم في اليد يصرف بها ويتصرف.
ويقال لهم: هذه الأشخاص الحية أليس هي مركبة من النور والظلمة عندكم؟ فلا بد من بلى، فيقال: إذا كان النور حيا والظلمة ميتة وجب أن يكون الشخص حيا ميتا، حسنا قبيحا، خيرا شرا وهذا باطل.
ويقال: ما تقولون في شخص حسن اللون خير لا يقدر على شر، وآخر قبيح المنظر شرير، هل الأول من النور والآخر من الظلمة أو هما من النور والظلمة؟.
فإن قالوا بالأول بطل أصلهم في الامتزاج، وإن قالوا بالثاني.
قلنا: فلم اختص أحدهما بالخير والحسن، والآخر بالقبح والشر؟.
فإن قالوا: لأن النور في الأول غالبة والظلمة في الثانية.
قلنا: وما الذي أوجب الغلبة لهما في موضعين والامتزاج وقع على السواء؟.
وبعد فإن صار هذا الشرير خيرا والخير شريرا أيجوز أم لا؟.
فإن قال: لا كابر، وإن قال: نعم.
قلنا: فلم صار الغالب مغلوبا وكان يجب أن لا يتغير.
Страница 91