Тахким аль-Укул
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Жанры
ويقال لهم: أليس قد نقلت المعارضات الركيكة من كلام مسيلمة وغيره مع أنه ليس يطعن فكيف لم ينقل ما هو طعن في نبوته، هب أنا سلمنا أنه كانت ولم تنقل فهذه معجزة تامة أن يأتي بكتاب يتحدى ويعارض بمثله المؤدي إلى بطلان أمره فينقل كتابه ولا تنقل المعارضة هذا نقص ، ومن هذا يصح دعوى الإعجاز.
فإن قيل: ولم قلتم: إنهم لم يعارضوه للعجز؟.
قلنا لهم: لا يخلو إما أن قدروا مع هذه الدواعي ولم يعارض فهذه معجزة؛ لأنه نقض العادة ولم يعارضوه للعجز فذلك ما نقوله.
ويقال لهم: أليس بينا أنهم كانوا كالملجئين لا داعي إلا وحصل، ولا صارف إلا وقد وجد، ولا وجه لتركهم المعارضة إلا العجز.
فإن قيل: ولعلهم عارضوا ثم انكتم.
قلنا: هذا لا يصح؛ لأن كتمان ذلك على الجماعة الكثيرة مع وفور دواعيهم إلى إظهاره لا يجوز.
وبعد فإن سلمنا فذلك نقض العادة أن يدعي إنسان النبوة ويأتي بشيء يقول: إنه معجز فيأتون بذلك، ثم يظهر ذلك وينكتم الآخر فهذه معجزة تامة.
فإن قيل: هلا قلتم: إنهم عدلوا إلى المحاربة؛ لأنهم رأوا أن ذلك أقطع لمادة الأمر؟.
قلنا: هذا لا يصح؛ لأن بالقتل والقتال لا يظهر بطلان قول المدعي؛ لأن المبطل قد يغلب والمحق يقتل.
وبعد فعدولهم عن معارضتهم مع كثرتهم بأي وجه كان دليل على صحة معجزته.
فإن قالوا: إنه عاجلهم بالقتال واشتغلوا به ولم يتفرغوا لمعارضته.
قلنا: نفس ما سأل معجزة؛ لأنه إذا تحداهم بأمر فاشتغلوا عنه مع كثرتهم نقض العادة، وبعد فهلا عارضوه الكل أو عارضه بعضهم، وبعد فالقتال لا ينافي المعارضة.
فإن قال: نحن نعلم أن كلام فصحاء العرب يفضل على سورة الكوثر.
Страница 176