Тахдхиб аль-Луга
تهذيب اللغة
Редактор
محمد عوض مرعب
Издатель
دار إحياء التراث العربي
Номер издания
الأولى
Год публикации
٢٠٠١م
Место издания
بيروت
وَإِلَى نَعته إِذا اخْتلف اللفظان، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: ﴿الزَّكَواةَ وَذَلِكَ دِينُ﴾ (البَيّنَة: ٥) وَمعنى الدّين المِلّة كَأَنَّهُ قَالَ: وَذَلِكَ دينُ الملّة القيِّمة.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الْعَرَب تضيف الِاسْم إِلَى نَعته كَقَوْلِه جلّ وعزّ: ﴿الْجَنَّةِ وَعْدَ﴾ (الْأَحْقَاف: ١٦) و﴿وُوِوَعْدَ الْحَقِّ﴾ (إِبْرَاهِيم: ٢٢) وصلاةُ الأولى، وَمَسْجِد الجامعِ.
قلت: وَمَا علمت أحدا من النحويِّين أبَى إجازتَه، وَإِنَّمَا هُوَ الْوَعْد الصِّدقُ، والمسجدُ الجامعُ، وَالصَّلَاة الأولى.
وَقَالَ اللَّيْث: المَجمَع يكون اسْما للنَّاس، وللموضع الَّذِي يَجْتَمعُونَ فِيهِ. قَالَ: وَالْجَمَاعَة: عددُ كلِّ شيءٍ وكثرته. والجِماع: مَا جَمَع عددا، كَمَا تَقول: جِماع الخباء أخبية. وَقَالَ الْحسن: (اتَّقوا هَذِه الْأَهْوَاء الَّتِي جِمَاعهَا الضَّلَالَة ومعادها النَّار) . وَكَذَلِكَ الْجَمِيع، لِأَنَّهُ اسْم لَازم.
وَقَالَ اللَّيْث: رجل جَمِيع، أَي مُجْتَمع فِي خَلْقه. وَأما المُجتمِع فَالَّذِي اسْتَوَت لحيتُه وَبلغ غايةَ شبابه، وَلَا يُقَال للنِّسَاء. وَأنْشد أَبُو عبيد:
قد سادَ وَهُوَ فَتى حَتَّى إِذا بلغَتْ
أَشدُّهُ وغلا فِي الْأَمر واجتمعا
وَيُقَال للرجل إِذا اسْتَوَت لحيته: مُجتمِع، ثمَّ كَهْلٌ بعد ذَلِك.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: لَك هَذَا المَال أجمعُ، وَلَك هَذِه الحِنطة جمعاءُ، وَهَؤُلَاء نسوةٌ هنَّ جُمَعُ لَك، غير منوَّن وَلَا مَصْرُوف.
قَالَ: وَتقول: استجمعَ السَّيلُ، واستجمَعَتْ للمرء أمورُه، واستجمعَ الفرسُ جَرْيًا. وَأنْشد:
ومستجمع جَريا وَلَيْسَ ببارحٍ
تُباريه فِي ضاحي المِتانِ سواعدُه
يَعْنِي السَّراب. وسواعده: مجاري المَاء.
والمجامعة والجِماع: كِنَايَة عَن النِّكاح.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجمعاء: النَّاقة الكافَّة الهرمة.
ابْن بزرج: يُقَال أَقمت عِنْده قَيظةً جَمْعَاء وَلَيْلَة جَمْعَاء.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قِدرٌ جِماعٌ وجامعة، وَهِي الْعَظِيمَة. وَقَالَ الكسائيّ: أكبر البِرام الْجِمَاع، ثمَّ الَّتِي تَليها المِئكلة.
وَيُقَال فلانٌ جماعٌ لبني فلَان، إِذا كَانُوا يأوُون إِلَى رَأْيه وسُودده، كَمَا يُقَال مَرَبٌّ لَهُم. وَاشْترى دابّةً جَامعا: تصلُح للسَّرج والإكاف. وأتان جَامع: أوّلَ مَا تحمل.
وَقَالَ اللحياني: ذهب الشَّهْر بجُمْعٍ وبجمْع، أَي أجمع. وفلانٌ جَمِيع الرَّأْي، أَي لَيْسَ بمنتشر الرَّأْي.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المَجمعة: الأَرْض القَفْر. والمَجمَعة: مَا اجتَمع من الرمال، وَهِي المَجامع. وَأنْشد:
بَات إِلَى نَيْسبِ خَلَ خادعِ
وَعْثِ النِّهاض قاطعِ المجامع
بالأَمِّ أَحْيَانًا وبالمُشايِعِ
1 / 256