Тахдхиб Фи Тафсир

Хаким Джушами d. 494 AH
149

وتدل على أن لوسوسة إبليس تأثيرا في المعصية على ما يقوله أبو هاشم والأكثر،

خلاف قول أبي علي.

قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم (37)

* * *

(القراءة)

قرأ ابن كثير آدم بنصب الميم، كلمات بالرفع، وقرأ الباقون برفع الميم وكسر التاء، وهو الاختيار. معنى التلقي ههنا القبول كأنه قيل: فقبل آدم، فكان الأحسن في إعرابه ما يدل عليه.

ووجه قراءة ابن كثير أنه يقال: تلقيت الرجل وتلقاني، أي استقبلته واستقبلني، وعلى هذا يصلح فيه رفع آدم ونصبه، ورفع التاء، وغلط بعضهم فأنكر نصب آدم، ورفع كلمات ، وهذا لا يصح؛ لأنه قراءة ابن عباس ومجاهد وابن كثير وأهل مكة، وله وجه صحيح في العربية.

* * *

(اللغة)

التلقي والتلقن نظيران، يقال: تلقيت منه أي أخذت وقبلت، وأصله من الملاقاة وهي الملاصقة، ولكنه كثر حتى قيل: لاقى فلان فلانا إذا قاربه وإن لم يلاصقه، وتلاقى الجيشان، وتلقيت الرجل استقبلته، وتلقاني: استقبلني.

والكلمة واحد الكلام، والكلمات الجمع، يقال: كلمه تكليما وكالمه مكالمة وكلاما، وكليمك: الذي يكلمك، والكلام حروف منظومة، وأصوات مقطعة، ويقع على المهمل والمستعمل عند مشايخنا، ومنهم من قال: لا يقع إلا على [المفيد]، عن أبي القاسم، والكلم: الجرح، وأصل الباب الأثر الدال، والكلام أثر يدل على المعنى، والمتكلم فاعل الكلام، لا محلة الكلام؛ ألا ترى أن الكلام محله اللسان وليس بمتكلم، وكذلك الصدى، والجملة هي المتكلم، لا محلة الكلام.

Страница 340