قوله تعالى:
(قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32)
* * *
(اللغة)
الحكمة: نقيض السفه، والإحكام: الإتقان، يقال: أحكم عمله إذا بالغ فيه فأصاب حقيقته، وأمر محكم: لا خلل فيه، ورجل حكيم، وأصله المنع من الفساد، ويوصف الله تعالى بأنه حكيم لوجهين: بمعنى عليم، فيكون صفة لذاته، وبمعنى محكم لأفعاله فيكون في صفات الفعل.
* * *
(الإعراب)
سبحانك: نصب على المصدر، أي نسبح سبحانك، عن الخليل، وقيل: على النداء أي يا سبحانك.
والكاف في قوله: إنك محله نصب؛ لأنه اسم (إن) وخبره: أنت العليم الحكيم.
* * *
(المعنى)
ثم بين تعالى جواب الملائكة فقال: قالوا أي الملائكة سبحانك قيل: تنزيها لك من أن يعلم الغيب سواك، عن ابن عباس، وقيل: أرادوا أن يخرجوا الجواب بمخرج التعظيم فقالوا: تنزيها لك عن كل ما يقبح فعله، وإن كنا لا نعلم وجه الحكمة في أفعالك، عن أبي علي. لا علم لنا إلا ما علمتنا يعني لا علم لنا بما سألنا عنه من هذه الأسماء؛ إذ لم يكن فيها علمهم، فجاء على الاختصار كأنه قال: لا علم لنا إلا ما علمتنا، وليس هذا مما علمتنا، ولو قيل: لا علم لنا بهذا لكان جوابا صحيحا غير أن في هذا الذي أجابوا تغظيما لله تعالى، واعترافا بأن علمهم من جهته وشكرا له، وقياما بحقه إنك أنت العليم الحكيم قيل: أنت العليم من غير تعليم؛ لأنهم أثبتوا له ما نفوه عن أنفسهم بقوله: (لا علم لنا إلا ما علمتنا) أي نحن المعلمون وأنت العليم
Страница 322