(المعنى)
ثم وصف تعالى الفاسقين الذين تقدم ذكرهم فقال تعالى: الذين يعني هم الذين ينقضون يهدمون، يعني لا يفون به عهد الله قيل: ما ركب في عقولهم من أدلة التوحيد، وقيل: ما قدم إليهم علي ألسن الرسل من صفة محمد - صلى الله عليه وسلم - وما ذكر في التوراة والإنجيل (لتؤمنن به ولتنصرنه) ويقال: أوامره لهم ونواهيه، عن أبي مسلم، يقال: عهد الله: أي أمره، ونقض العهد هو ترك العمل به. فأما من قال: إنه العهد الذي أخذه الله تعالى على ذرية آدم حين أخرجهم من صلب آدم فليس بصحيح؛ لأن أحدا لا يتذكره، ولا عليه دليل، فكيف يكون حجة؟
ويقال: من الموصوف بهذه الصفات؟
قلنا: قيل: أحبار اليهود، ومنهم المنافقون، وقيل: جميع الكفار.
من بعد ميثاقه أي من بعد توكيده عليهم، والهاء في قوله: (من بعد ميثاقه)
قيل: تعود على اسم الله تعالى، يعني أنه وكده عليهم، وقيل: ترجع على الميثاق والعهد، وكلاهما حسن ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل قيل: أمروا بصلة النبي - صلى الله عليه وسلم - (لإكلهصلى والمؤمنين فقطعوهم، عن الحسن، وقيل: قطعوا رحم رسول الله بعداوته بغضا وحسدا، عن أبي مسلم، وقيل: أمروا بصلة الأرحام فقطعوها، عن قتادة، وقيل: أمروا بالإيمان بجميع الأنبياء والكتب ففرقوا، وقطعوا ذلك، وقيل: هو عام في جميع ذلك؛ إذ لا مانع من حمله على الجميع، ويفسدون في الأرض قيل: استدعاؤهم إلى الكفر هو الفساد، وقيل: عملهم به، وقيل: ما يحدث بسبب كفرهم من إخافة السبل، وقطع الطرق وأنواع الظلم مما يمنع منه الإيمان، أولئك هم الخاسرون أي أهلكوا أنفسهم فهم بمنزلة من هلك رأس ماله، وقيل: فاتتهم الجنة واستوجبوا النار، فكانوا خاسرين.
Страница 301