قال ابن بطال (١): الكيل مندوب إليه فيما ينفقه المرء على عياله وأنه سبب للبركة.
الثالث:
٢٠٧/ ٣ - وعن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "لأَهْل الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ إِنَّكُمْ قَدْ وُلِّيتُمْ أَمْريْنِ هَلَكَتْ فِيهِمَا الأُمَمُ السَّالِفَةُ قَبْلكُمْ". أخرجه الترمذي (٢). [ضعيف مرفوعًا].
قوله: "هلكت فيها الأمم السابقة قبلكم".
أقول: قد ذكر الله ذلك في قصص شعيب مع قومه وتحذيرهم من نقصهما وأمر الله أمرًا هامًا في قوله: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ (٣) إلى قوله (٤): ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ
= قلت: منقذ مولى سراقة: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب" مقبول، يعني: في المتابعات. وله طريق أخرى أخرجها أحمد في المسند (١/ ٦٢) وعبد بن حميد في (٥٢) وابن ماجه رقم (٢٢٣٠) وأبو بكر المروزي في مسنده ذكر الحافظ في "تغليق التعليق" رقم (٣/ ٢٣٩)، والبزار رقم (٣٧٩)، والطحاوي (٤/ ١٧) والبيهقي (٥/ ٣١٥)، ستتهم عن عبد الله بن لهيعة، عن موسى بن وردان، قال: سمعت ابن المسيب يقول: سمعت عثمان يخطب على المنبر وهو يقول: فذكر الحديث.
وانظر مزيد من كلام على هذا الحديث في تحقيقي لـ "فتح الباري شرح صحيح البخاري" كتاب البيوع رقم (٣٤) الباب (٥١) باب الكيل على البائع والمعطي، وخلاصة القول أن الحديث حسن، والله أعلم.
(١) في شرحه لصحيح البخاري رقم (٦/ ٢٥٥).
(٢) في السنن رقم (١٢١٧)، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث الحسين بن قيس، والحسين بن قيس يضعف في الحديث، وقد روي هذا بإسناد صحيح موقوفًا عن ابن عباس، وهو حديث ضعيف مرفوعًا، والصحيح موقوف على ابن عباس.
(٣) سورة الإسراء الآية (٢٣).
(٤) ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٣٥)﴾ [الإ سراء: ٣٥].