قوله: "عن أبيه أنه جاء":
أقول: ظاهره أنَّ والد سعيد هو الذي جاء إليه ﷺ وليس كذلك، إنما هو جده، كما يدل له رواية ساقها ابن الأثير عن سعيد أنَّ جده قدم على رسول الله ﷺ ولفظ سنن أبي داود (١): ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده؛ ولأن المسمى إنما هو جده، وكأنَّه تساهل الراوي في اللفظ الأول للعلم، فإن والد سعيد لا يسمى حزنًا، والأب يطلق على الجد [٧٤ ب/ ج].
قوله: "يوطأ ويمتهن":
أي: يداسُ ويُهان هي صفة السهولة، أو من المهنةِ الخدمة، زاد أبو داود (١) قال سعيد: "فظننت أنه سيصيبنا بعد حزونة".
وأمَّا لفظ: "فما زالت فينا الحزونة بعد" فهو للبخاري (٢).
و"عَتْلة" بفتح العين المهملة وبمثناة فوقية مفتوحة وسكن ابن الأثير (٣) العَتْلة الشدة والغلظة، يقال: عَتَلتُ الرجل إذا جذبتَه جذبًا عنيفًا، ومنه قيل: رجل عُتُلّ، وهو الجافي الغليظ.
وكره ﷺ: "غُرابًا"؛ لأن في معناه: البعد والاغتراب، ولأنَّ الغراب من أخبث الطيور، وقد أباح قتله في الحِل والحرم.
وكره: "حبّاب"؛ لأن الحباب الحَيَّة، وبه يُسمى الشيطان حُبَابًا.
وكره: "عزيز"؛ لأن العبد موصوف بالذُّل، والخضوع لله.
وكره: "الحكم"؛ لأن الحكم الحاكم، ولا حكم إلا لله.
(١) في "سننه" رقم (٤٩٥٦).
(٢) في "صحيحه" رقم (٦١٩٠).
(٣) في "جامع الأصول" (١/ ٣٧٦).