182

Тахбир для объяснения значений облегчения

التحبير لإيضاح معاني التيسير

Исследователь

محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب

Издатель

مَكتَبَةُ الرُّشد

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Место издания

الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

Жанры

وبالجملة أصل المحبة: الميل إلى ما نوى في المحب، ثم الميل قد يكون لما يستلذه الإنسان ويستحسنه كحسن الصورة والصوت [والطعم] (١) ونحوها. كمحبة الصالحين والعلماء، وأهل الفضل مطلقًا، وقد يكون لإحسانه إليه ودفع المضار والمكاره عنه، والعبد إذا تأمل أن المنعم بالذات هو الله تعالى، وأنه لا مانع ولا مانح سواه، وأن كل ما عداه وسائط يسخرهم له، وأن الرسول هو [الذي] (٢) يبين له مراد ربه اقتضى ذلك أن يتوجه بكليته نحوه، فلا يحب إلا ما يحبه ولا يحب من يحب إلا من أجله، ومن نظر في المعاني التي سردناها مما يستجلب المحبة وجدها كلها قد جمعها رسول الله من جمال الظاهر والباطن، وكمال خلال الكمال، وأنواع الفضائل وإحسانه إلى جميع العباد بهدايتهم الصراط المستقيم، ودوام النعيم والإنقاذ من الجحيم. وقوله: "مما سواهما" لم يقل: "ممن" ليعم من يعقل ومن لا يعقل. فإن قيل: قد نهى ﷺ الخطيب عن تثنيته لضمير الله وضميره ﷺ وجمعهما حيث قال: ومن يعصهما. قال: بئس الخطيب أنت! (٣) وهنا جمعهما؟ أجيب: بأن ذلك لأن مقام الخطابة يقتضي [٤٩/ ب] الإيضاح، وهنا المراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ.

(١) سقط من المخطوط (ب). (٢) في المخطوط (ب): يهدي. (٣) وهو جزء من حديث عدي بن حاتم. أخرجه أحمد (٤/ ٢٥٦) ومسلم رقم (٤٨/ ٨٧٠) وأبو داود رقم (١٠٩٩) والنسائي رقم (٣٢٧٩)، وهو حديث صحيح.

1 / 182