[173] والالزام الصحيح للاشعرية فى هذا القول ليس هو أن ينتقل القديم من العجز الى القدرة لانه لا يسمى عاجزا من لم يقدر على فعل الممتنع وانما الالزام الصحيح أن يكون الشىء انتقل من طبيعة الامتناع الى طبيعة الوجود وهو مثل انقلاب الضرورى ممكنا وانزال شىء ما ممتنعا فى وقت ممكنا فى وقت لا يخرجه عن طبيعة الممكن فان هذه حال كل ممكن . مثال ذلك ان كل ممكن فوجده مستحيل فى حال وجود ضده فى موضوعه فاذا سلم الخصم ان شيئا ما ممتنع فى وقت ممكن فى وقت آخر فقد سلم ان الشىء من طبيعة الممكن المطلق لا طبيعة الممتنع ويلزم هذا اذا فرض ان العالم كان ممتنعا قبل حدوثه دهرا لا نهاية له ان يكون اذا حدث انقلبت طبيعته من الاستحالة الى الامكان . وهذه مسئلة غير التى كان الكلام فيها وقد قلنا ان الخروج من مسئلة الى مسئلة من فعل السفسطانيين
[174] واما قوله والتحقيق فى الجواب ان ما ذكروه من تقدر الامكانات لا معنى لها وانما المسلم ان الله تعالى قديم قادر لا يمتنع عليه الفعل ابدا لو اراده وليس فى هذا القدر ما يوجب اثبات زمان ممتد الا أن يضيف الوهم اليه بتلبيسه اشياء اخر فانه ان كان ليس فى هذا الوضع ما يوجب سرمدية الزمان كما قال ففيه ما يوجب امكان وقوع العالم سرمديا وكذلك الزمان وذلك ان الله تعالى لم يزل قادرا على الفعل فليس ههنا ما يوجب امتناع مقارنة فعله على الدوام لوجوده بل لعل مقابل هذا هو الذى يدل على الامتناع وهو انه لا يكون قادرا فى وقت ويكون قادرا فى وقت آخر ولا يقال فيه انه قادر الا فى أوقات محدودة متناهية وهو موجود ازلى قديم .
Страница 95