[30] واما هذا الرجل فانما بنى القول فيها على مذهب ابن سينا وهو مذهب خطأ وذلك انه يعتقد ان الانية وهو كون الشىء موجودا شىء زائد على الماهية خارج النفس وكانه عرض فيها واذا وضع انها شرط فى وجود الماهية فلو كان واجب الوجود له انية هى شرط فى ماهيته لكان واجب الوجود مركبا من شرط ومشروط فكان يكون ممكن الوجود وايضا فان عند ابن سينا أن ما وجوده زائد على ذاته فله علة واما الوجود عند ابن سينا فهو عرض لا حق
[31] للماهية وعليه يدل قول أبى حامد ههنا . وذلك ان قوله فان للانسان ماهية قبل الوجود والوجود يرد عليها ويضاف اليها وكذلك المثلث له ماهية وهو انه شكل يحيط به ثلاثة اضلاع وليس الوجود جزءا من ذات هذه الماهية مقوما لها ولذلك يجوز ان يدرك العاقل ماهية الانسان وماهية المثلث وليس يدرى ان لهما وجودا فى الاعيان ام لا فدل على ان الوجود الذى استعمل ههنا ليس هو الوجود الذى يدل على ذوات الاشياء اعنى الذى هو كالجنس لها ولا على الذى يدل على ان الشىء خارج النفس .
Страница 303