Неустанное неустанное

Аверроэс d. 595 AH
126

Неустанное неустанное

تهافت التهافت

Жанры

[22] لهم فى استحالة عدم العالم ان قالوا العالم لا تنعدم جواهره لانه لا يعقل سبب لذلك وما لم يكن منعدما ثم انعدم فلا بد ان يكون لسبب وذلك السبب لا يخلو اما ان يكون ارادة القديم وهو محال لانه اذا لم يكن مريدا لعدمه ثم صار مريدا فقد تغير أو يؤدى الى ان يكون القديم وارادته على نعت واحد فى جميع الاحوال والمراد يتغير من العدم الى الوجود ثم من الوجود الى العدم وما ذكرناه من استحالة وجود حادث بارادة قديمة يدل على استحالة العدم ويزيدها هنا اشكال اخر اقوى من هذا وهو ان المراد فعل المريد لا محالة وكل من لم يكن فاعلا ثم صار فاعلا فان لم يتغير هو فى نفسه فلا بد وان يصير فعله موجودا بعد ان لم يكن موجودا فانه لو بقى كما كان قبل لم يكن له فعل والان أيضا لا فعل له فاذا لم يفعل شيئا والعدم ليس بشىء فكيف يكون فعلا واذا عدم العالم وتجدد له فعل لم يكن فما ذلك الفعل أهو وجود العالم وهو محال اذا انقطع الوجود أو فعله عدم العالم وعدم العالم ليس بشىء حتى يكون فعلا فان أقل درجات الفعل ان يكون موجودا وعدم العالم ليس شيئا موجودا حتى يقال هو الذى فعله الفاعل وأوجده الموجد ولاشكال هذا زعموا افتراق المتكلمين فى التقصى عن هذا اربع فرق وكل فرقة اقتحمت محالا

[23] قلت أما ما حكاه عن الفلاسفة انهم يلزمون خصومهم فى هذا القول بجواز عدم العالم أن يكون القديم وهو المحدث يلزم عنه فعل حادث وهو الاعدام كما ألزموهم فى الحدوث فقد تم القول فيه عند القول فى حدث العالم وذلك ان الشكوك الواقعة فى ذلك فى الاحداث هى بعينها الواقعة فى الاعدام فلا معنى لاعادة القول فى ذلك .

[24] وأما ما يخص هذا الموضع من أن كل من قال بحدوث العالم يلزمه ان يكون فعل الفاعل قد تعلق بالعدم حتى يكون الفاعل انما فعل عدما فهو امر قد شنع على جميع الفرق تسليمه فلجأوا الى الاقاويل التى تذكر عنهم بعد .

Страница 131