وقرىء أنه بفتح الهمزة على التعليل وفي المكسورة أيضا ربط معنوي كقوله:
ومآ أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء
[يوسف: 53]. وبالغ بقوله: هو وبالصفتين اللتين للمبالغة وتأخر الرحيم لأجل الفاصلة.
{ قلنا اهبطوا } تأكيد للأول أو لاختلاف ما جاء بعدهما فالأول معلق بالعداوة، والثاني بآيتان الهدى أو هما هبوطان كما تقدم.
" وجميعا " حال.
فقال ابن عطية: كأنه قال هبوطا جميعا أو هابطين جميعا جعله نعتا لمصدر محذوف أو لاسم فاعل محذوف كل منهما يدل عليه الفعل. قال: لأن جميعا ليس بمصدر ولا اسم فاعل وهذا التقدير مناف للحكم الذي صدره لأنه قال: أولا وجميعا حال من الضمير في اهبطوا فإذا كان حالا على ما قرر أولا فكيف يقدر ثانيا ذلك التقدير.
{ فإما يأتينكم } كثر مجيىء مثل هذا التركيب في القرآن فاما نذهبن واما ينزغنك.
وقال المهدوي وتبعه ابن عطية: اما هي إن التي للشرط زيدت عليها ما للتوكيد في الفعل ولو سقطت يعني ما لم تدخل النون فما تؤكد أول الكلام والنون تؤكد آخره. وقال ابن عطية: دخلت ما مؤكدة ليصح دخول النون المشددة فهي تشابه لام القسم التي تجيء لمجيء النون. " انتهى ".
وكون النون لازمة لفعل الشرط إذا وصلت أن بما قول للمبرد والزجاج واما سيبويه والفارسي وجماعة فجوزوا حذف النون في الكلام إذا وصلت ان بما وان كان الحسن إثباتها ولم يخصوا ذلك بضرورة الشعر كما ذهب إليه المبرد والزجاج.
و { مني } متعلق بيأتينكم وانتقل من ضمير المعظم نفسه أو ضمير أكثر من الواحد إلى ضمير المتكلم الخاص به إشعارا بأن الهدى لا يكون إلا منه تعالى وأن الحيز كله منه ودخلت ان وإن كانت للمحتمل وقوعه وهداه واقع لا محالة لأنه ابهم وقت الاتيان، وهذا الخطاب يدل على اندراج الذرية فيه وإن كانوا وقت خطاب أصلهم غير موجودين والتقسيم إلى متبع الهدى والكافر يدل عليه والهدى هو الكتب الالهية على أيدي الرسل عليهم السلام فمن تبع هداي جعل الهدى بمنزلة الامام المتبع المقتدي به وفي إضافته إليه تعالى من التعظيم ما لا يكون فيه لو أتى معرفا باللام وإن كان ذلك سبيل ما يكون نكرة ثم يعاد وجواب فاما يأتينكم فمن تبع هداي.
Неизвестная страница