Тафсир Мукатил
تفسير مقاتل بن سليمان
Исследователь
عبد الله محمود شحاته
Издатель
دار إحياء التراث
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٢٣ هـ
Место издания
بيروت
حَكِيمٌ- ٢٢٠- يعني ما حكم فِي أموال اليتامى وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ نزلت فِي أَبِي مَرْثَد «١» الغَنَويّ «٢» واسمه أيمن، وَفِي عناق القرشية وذلك أن أبا مرثد كان رَجُلا صالحا وكان المشركون أسروا أناسا بمكة. وكان أَبُو مَرْثَد ينطلق إلى مكة مستخفيا فإذا كان الليل أَخَذَ الطريق، وإذا كان النهار تعسف الجبال لئلا «٣» يراه أحد، حَتَّى يقدم مكة فيرصد «٤» الْمُسْلِمِين ليلا، فإذا أخرجهم المشركون «٥» للبراز تركوهم «٦» عِنْد البراز والغائط. فينطلق أَبُو مَرْثَد فيجعل الرَّجُل منهم عَلَى عنقه حَتَّى إذا أَخْرَجَهُ من مكة كسر قيده بفهر ويلحقه بالمدينة. كان ذَلِكَ دأبه فانطلق يومًا حَتَّى انتهى إلى مكة، فلقيته عناق وكان يصيب منها فِي الْجَاهِلِيَّة. فقالت:
أبا مَرْثَد، مَالِك فِي حاجة. فَقَالَ: إن اللَّه- ﷿ قَدْ حرم الزنا. فَلَمَّا أيست منه أنذرت به كفار مكة فخرجوا يطلبونه. فاستتر منهم بالشجر فلم يقدروا «٧» عَلَيْه فَلَمَّا رجعوا احتمل بعض «٨» الْمُسْلِمِين حَتَّى أخرجه من مكة فكسر «٩» قيده.
ورجع إلى المدينة فأتى النَّبِيّ- ﷺ فَأَخْبَرَه بالخبر. فَقَالَ:
وَالَّذِي بعثك بالحق لو شئت أن آخذهم وأنا مستتر بالشجرة لفعلت، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ- ﷺ: اشكر ربك أبا مَرْثَد إن اللَّه- ﷿ حجزهم عنك. فَقَالَ أَبُو مَرْثَد: يا رَسُول اللَّه، إن عناق أحبها وكان بيني وبينها فِي الْجَاهِلِيَّة، أفتأذن لي فِي تزويجها فَإِنَّهَا «١٠» لتعجبني. فأنزل اللَّه- ﷿ وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ
(١) ورد هذا فى أسباب النزول للواحدي: ٣٩. والسيوطي: ٣٤. (٢) فى أ: الغونى، وهو تحريف. وفى ل: الغنوي، وكذلك فى الواحدي والسيوطي: الغنوي. (٣) فى أ: أن لا، ل: لئلا. (٤) فى أ: فرصد، ل: فيرصد. (٥) ساقطة من أ. (٦) فى ل: ينكرهم. [.....] (٧) فى أ: يقدر، ل: يقدروا. (٨) فى أ: يعنى، ل: بعض. (٩) فى ل: وكسر. (١٠) فى أ: وأنها، ل: فانها.
1 / 190