Тафсир Маджма ал-Баян

Ибн Хасан Табарси d. 548 AH
99

Тафсир Маджма ал-Баян

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Жанры

тафсир

(1) - «بأسمائهم» يعني بأسماء الذين عرضهم عليهم وهم كناية عن المرادين بقوله بأسماء هؤلاء وقد مضى بيانه «فلما أنبأهم» يعني أخبرهم آدم «بأسمائهم» أي باسم كل شيء ومنافعه ومضارة «قال» الله تعالى للملائكة «ألم أقل لكم» الألف للتنبيه وإن كان أصلها الاستفهام كقول القائل (أما ترى اليوم ما أطيبه) لمن يعلم ذلك وحكى سيبويه أما ترى أي برق هاهنا ومن الناس من قال أن هذه الألف معناها التوبيخ ومن لم يجز على الملائكة المعصية منع من ذلك «إني أعلم غيب السماوات والأرض» أي أعلم ما غاب فيهما عنكم فلم تشاهدوه كما أعلم ما حضركم فشاهدتموه «وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون» قيل فيه أقوال: (أحدها) أنه أراد أعلم سركم وعلانيتكم وذكر ذلك تنبيها لهم على ما يحيلهم عليه من الاستدلال لأن الأصول الأول التي يستدل بها إنما تذكر على وجه التنبيه ليستخرج بها غيرها فيستدل بعلمه الغيب على أنه خلق عباده على ما خلقهم عليه للاستصلاح في التكليف وما توجبه الحكمة (وثانيها) أنه أراد «أعلم ما تبدون» من قولكم أتجعل فيها من يفسد فيها @QUR@ «وما كنتم تكتمون»

الخطاب للملائكة وليس إبليس منهم ولأنه عام فلا يخص إلا بدليل وجوابه أن إبليس لما دخل معهم في الأمر بالسجود جاز أن يذكر في جملتهم وقد رويت روايات تؤيد هذا القول واختاره الطبري (وثالثها) أن الله تعالى لما خلق آدم مرت به الملائكة قبل أن ينفخ فيه الروح ولم تكن رأت مثله فقالوا لن يخلق الله خلقا إلا كنا أكرم منه وأفضل عنده فهذا ما أخفوه وكتموه وأما ما أبدوه فقولهم «أتجعل فيها من يفسد فيها» روي ذلك عن الحسن والأول أقوى لأنه أعم ومما يسأل في هذه الآية أن يقال ما وجه ذكره تعالى لهم الأسرار من علم الغيب والجواب أنه على معنى الجوابفيما سألوا عنه من خلق من يفسد ويسفك الدماء على وجه التعريض دون التصريح لأنه لو صرح بذلك لقال خلقت من يفسد ويسفك الدماء لما أعلم في ذلك من المصلحة لعبادي فيما كلفتهم إياه فدل سبحانه الإحالة في الجواب على العلم بباطن الأمور وظاهرها أنه خلقهم لأجل علمه بالمصلحة في ذلك ودلهم بذلك على أن عليهم الرضا بأمر الله والتسليم لقضاء الله لأنه يعلم من الغيب ما لا يعلمونه ويعلم من مصالحهم في دينهم ودنياهم ما لا يطلعون عليه فإن قيل فأي شيء في تعليم الله تعالى آدم الأسماء كلها مما يدل على علمه بالغيب فالجواب قيل أنه تعالى علمه الأسماء كلها بما فيها من المعاني التي تدل عليها على جهة فتق لسانه بذلك والهامة إياها فهي معجزة أقامها الله تعالى للملائكة تدل على نبوته وجلالة قدره وارتفاع شأنه بما اختصه الله به من العلم الذي لا

Страница 185