192

Тафсир Маджма ал-Баян

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Жанры

тафсир

(1) - والصانع عز اسمه وإن كان قادرا على إحيائه من دون ذلك فإنما أمرهم بذلك لأنهم سألوا موسى أن يبين لهم حال القتيل وهم كانوا يعدون القربان من أعظم القربات وكانوا جعلوا له بيتا على حدة لا يدخله إلا خيارهم فأمرهم الله بتقديم هذه القربة تعليما منه لكل من اعتاص عليه أمر من الأمور أن يقدم نوعا من القرب قبل أن يسأل الله تعالى كشف ذلك عنه ليكون أقرب إلى الإجابة وإنما أمرهم بضرب القتيل ببعضها بعد أن جعل اختيار وقت الإحياء يهم ليعلموا أن الله سبحانه وتعالى قادر على إحياء الأموات في كل وقت من الأوقات والتقدير في الآية فقلنا اضربوه ببعضها فضربوه فحيي كما قال سبحانه «اضرب بعصاك البحر فانفلق» تقديره فضرب فانفلق وقوله «كذلك يحي الله الموتى» يحتمل أن يكون حكاية عن قول موسى (ع) لقومه أي اعلموا بما عاينتموه أن الله تعالى قادر على إحياء الموتى للجزاء ويحتمل أن يكون خطابا من الله تعالى لمشركي قريش والإشارة وقعت إلى قيام المقتول عند ضربه ببعض أعضاء البقرة لأنه روي أنه قام حيا وأوداجه تشخب دما فقال قتلني فلان ابن عمي ثم قبض @QUR@ «ويريكم آياته»

الأعلام الظاهرة الدالة على صدق محمد ص «لعلكم تعقلون» أي لكي تستعملوا عقولكم فإن من لم يستعمل عقله ولم يبصر رشده فهو كمن لا عقل له وقيل لكي تعقلوا ما يجب عليكم من أمور دينكم واحتج الله تعالى بهذه الآيات على مشركي العرب فيما استبعدوه من البعث وقيام الأموات بقولهم «أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا» فأخبرهم سبحانه بأن الذي أنكروه واستبعدوه لا يتعذر في اتساع قدرته ونبههم على ذلك بذكر المقتول وإحيائه بعد خروجه من الحياة وأبطنوا خبر قتله وكيفيته وقيامه بعد القتل حيا مخاطبا باسم قتلته مؤذنا لهم أن إحياء جميع الأموات بعد أن صاروا عظاما باليات لا يصعب عليه ولا يتعذر بل يهون عنده ويتيسر وفيها دلالة على صدق نبوة نبينا محمد ص حيث أخبرهم بغوامض أخبارهم التي لا يجوز أن يعلمها إلا من قرأ كتب الأولين أو أوحي إليه من عند رب العالمين وقد صدقه مخالفوه من اليهود فيما أخبر به من هذه الأقاصيص وقد علموا أنه أمي لم يقرأ كتابا ولم يرتابوا في ذلك وهذه آية صادعة وحجة ساطعة في تثبيت نبوته ص.

Страница 278