134

Тафсир Кабир

التفسير الكبير

Жанры

قوله تعالى: { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع }؛ أي ولنختبرنكم يا أمة محمد بشيء من الخوف؛ يعني خوف العدو والفزع في القتال؛ وقحط السنين وقلة ذات اليد؛ { ونقص من الأموال }؛ أي هلاك المواشي وذهاب الأموال. وقوله تعالى: { والأنفس }؛ أراد به الموت والقتل والأمراض، وقوله تعالى: { والثمرات }؛ أي لا يخرج الثمار والزروع كما كانت تخرج من قبل؛ أو تصيبها آفة؛ وأراد بالثمرات الأولاد لأنهم ثمرة القلب وهم إذا هم شغلوا بالجهاد منعهم ذلك عن عمارة البساتين ومناكحة النساء؛ فيقل أولادهم وثمرة بساتينهم.

وقال بعضهم: معناه { ولنبلونكم بشيء من الخوف } أي خوف الله تعالى، { والجوع } يعني صوم رمضان؛ { ونقص من الأموال } أداء الزكاة الصدقات؛ { والأنفس } الأمراض؛ { والثمرات } موت الأولاد؛ لأن ولد الرجل ثمرة فؤاده؛ يدل عليه قوله عليه السلام:

" إذا مات ولد العبد قال الله تعالى للملائكة: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: أقبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجعك، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ".

قوله تعالى: { وبشر الصابرين }؛ أي على هذه الشدائد والبلايا بالثواب لتطيب أنفسهم. ثم وصفهم فقال: { الذين إذآ أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنآ إليه راجعون }؛ { الذين } نعت للصابرين؛ ومعناه: الذين إذا أصابتهم مصيبة من هذه المصائب؛ { قالوا إنا لله وإنآ إليه راجعون } عبيد وملك يحكم فينا بما يشاء من الشدة والرخاء، إن عشنا فإليه أرزاقنا، وإن متنا فإليه مردنا، وإنا إليه راجعون في الآخرة.

قال عكرمة:

" طفئ سراج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إنا لله وإنا إليه راجعون " فقيل: يا رسول الله أمصيبة هي، قال: " نعم، كل شيء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة " "

وقال ابن جبير: (ما أعطي أحد في المصيبة ما أعطيت هذه الأمة - يعني الاستراجاع - ولو أعطيها أحد لأعطيها يعقوب عليه السلام، ألا تسمع إلى قوله تعالى في فقد يوسف:

يأسفى على يوسف

[يوسف: 84]). وقال صلى الله عليه وسلم:

" من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه، وجعل له خلفا صالحا يرضا ".

Неизвестная страница