Тафсир Джалинус Ли Фусул Абукрат
شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق
Жанры
قال جالينوس: إن حكم أبقراط (1351) في هذا الفصل ليس هو على الرياضة فقط كما في الفصل الذي قبله، لكنه مطلق في جميع ما قد (1352) جرت به العادة طعاما كان أو شرابا أو استحماما أو ترك الاستحمام أو سهرا (1353) أو نوما (1354) أو حرا (1355) أو بردا (1356) أو هما (1357). فإن كل واحد من هذه إذا كانت العادة قد جرت به فمضرته أقل فيمن قد اعتاده (1358) من مضرة ما هو في طعبه أقل مضرة منه، إلا أنه لم تجر به العادة بعد (1359). والسبب في (1360) أن يكون الأمر على هذا في الرياضة هو (1361) قوة الأعضاء التي تتحرك وتفعل (1362) أفعالها، ونحن واصفون الآن كيف يكون (1363) الأمر في سائر الأشياء والسبب في كل واحد منهما. فنقول إن الأطعمة والأشربة تكسب المعدة خاصة طبيعة مستفادة ثم مع المعدة (1364) قد تكسب شبيها بتلك الطبيعة سائر الأعضاء. وذلك أنه وإن كان البدن هو القاهر للأطعمة والأشربة والمغير لها فإن الأطعمة والأشربة أيضا (1365) قد تحيل البدن وتغيره بعض التغيير إلى طبيعتها حتى يحدث منها في البدن على طول الزمان تغير كثير ويصير فيما بين المغتذي والغاذي (1366) به شبيه. وقد بينا هذا في مقالة وصفنا (1367) فيها أمر العادات. وبينا أيضا أن كل شيء مشابة لشيء (1368) فهو يحيله إلى طبيعته أسرع. وذلك أن (1369) كلما كان الشيء المستحيل أشبه بالشيء الذي يحيله كانت PageVW0P143A إحالته له أسرع. وجميع الأشياء أيضا (1370) التي تلقى البدن قد تغيره بضرب من التغيير. مثال ذلك أنه قد (1371) يلقى البدن الهواء الحار والهواء البارد فيكثفه (1372) الهواء البارد (1373)ويسخنه الهواء الحار (1374)، ولذلك يكون لما قد اعتاده أحمل ويكون تأذيه لما لم يعتده أشد. وذلك أنه إن لقي البدن وقد تسخف وتخلخل بملاقاة الهواء الحار (1375) هواء بارد بغتة نفذ فيه إلى عمقه على المكان وأضر به (1376) مضرة عظيمة. وقد لخصنا (1377) علة كل شيء (1378) من الأشياء التي (1379) قد جرت بها العادة في المقالة (1380) التي وصفنا (1381) فيها أمر العادات. فأما أبقراط فاقتصر على أن ذكر ما قد عرف بالتجربة من ذلك ولم ير أن يضيف إليه السبب الذي يكون منه. PageVW6P044B وأما نحن فقد دللنا على الطريق الذي ينبغي أن يسلكه (1382) في طلب السبب في هذا كله (1383). وقد (1384) يكتفى بما قلنا في هذا في تفسير الجزء الأول في هذا الفصل. وأما ما قاله في آخر هذا الفصل وهو ما أشار به من النقلة إلى ما لم تجربه العادة فإنما أراد به أن يعلم كيف تكتسب الأبدان صحة وثيقة (1385)، لأن (1386) الإنسان إذا كان قد أحرى نفسه على عادة واحدة فأمره فيها على خطر، لأنه ليس أحد من الناس يأمن أن يتفق له ما لم يحتسبه ولم يقدره فكأنه قال إن الأجود لكل واحد من الناس أن يجمل نفسه على تجربة كل (1387) شيء كيما لا يصادف عند الضرورة شيئا لم يعتده فيناله ضرر عظيم (1388). وإنما (1389) يكون ذلك بأن لا يبقى الإنسان (1390) على ما قد اعتاده دائما، لكن يجعل نفسه في بعض الأوقات (1391) على ضده.
51
[aphorism]
قال (1393) أبقراط: استعمال الكثير بغتة مما يملأ البدن أو PageVW2P027A يستفرغه أو يسخنه أو يبرده أو يحركه بنوع آخر من الحركة أي نوع كان فهو خطر، وكل ما (1394) كان كثيرا فهو مقاوم للطبيعة. PageVW0P143B فأما (1395) ما PageVW7P043B يكون قليلا قليلا فمأمون متى أردت انتقالا (1396) من شيء إلى غيره (1397) ومتى أردت غير ذلك.
[commentary]
Страница 557