قال جالينوس: إن المرض الحاد له مع سرعة انقضائه لا محالة عظم. فإن حمى يوم وإن كان سكونها وانقضاؤها سريعا فليس يسمي مرضا حادا. والأمراض الحادة صنفان. وذلك أن المرض الحاد يكون إما من (509) كيموس حار ليس بمتحير ولا مستقر (510) في موضع واحد من البدن لكنه في الأعضاء كلها بالسواء، وإما أن يكون قد حدث (511) في موضع من البدن (512) علة كالحال في ذات الجنب وذات الرئة والذبجة (513). والحمى في المرض الحاد تكون مطبقة دائمة على الأمر الأكثر. فإن القليل من (514) الأمراض الحادة تكون من غير حمى مثل الفالج (515). فأما المرض الطويل المزمن فإنما يكون (516) من كيموس غليظ لزج بارد ولا يمكن فيه أن ينضج سريعا وهو لاصق قد لجج في العضو الذي حدثت (517) فيه العلة حتى تكون علته بالورم الصلب المسمى اسقيروس أشبه منها بالورم الحار المسمى فلغموني. واليسير PageVW0P123B منها يكون من غير أن يحدث في عضو من الأعضاء علة من قبل كيموس من جنس المرة السوداء أو من (518) جنس البلغم قد كثر في العروق كلها بالسواء، وذلك أن الكيموس إذا عفن ولد حمى. فكان أبقراط في جميع هذه الأمراض المزمنة من التقدم بالقضية فيها على غاية الثقة وليس هو في جميع الأمراض الحادة من الثقة على مثال ذلك لكنه يقر أنه قد يمكون أن يقع في التقدم بالقضية على (519) بعضها (520) خطاء. فإن هذا هو ما يدل عليه قوله ليس يكون بغاية الثقة معنى.
[commentary]
Страница 492