قال جالينوس: إن أبقراط يعني في هذا القول بالأشياء التي ينبغي أن يستفرغ الأخلاط المولدة للأمراض التي يأتي أو قد أتى فيها * بحران (1107) غير تام ويصف بأي * الأعضاء (1108) ينبغي أن يستفرغها. وقد وصف لنا في * ذكر (1109) ذلك غرضين، أحدهما طبيعة العضو الذي يستفرغ الفضل منه والآخر ميل الكيموس، فقال إنه * ينبغي (1110) أن يستفرغ الفضل من الموضع الذي يميل إليه من المواضع التي تصلح لاستفراغها. والمواضع التي تصلح للاستفراغ هي المعاء والمعدة والمثانة والرحم والجلد ومع * هذه (1111) أيضا اللهوات * والمنخران (1112) إذا كنا نريد استفراغ الدماغ أو كان الاستفراغ بانبعاث دم، * ولا (1113) سيما إذا كان ذلك على استقامة أعني على * حال (1114) محاذاة العضو العليل * لأنه (1115) إذا كان الرعاف من خلاف الشق الذي فيه العلة فهو رديء. فأما ميل الكيموسات التي هي سبب المرض إلى * المواضع (1116) التي لا تصلح لاستفراغها فذلك يكون إذا كانت * تلك (1117) المواضع في طبائعها شريفة * فبلغ (1118) الضرر الذي يتوقع أن يحدث من قبلها مبلغا * أبلغ (1119) من قدر ذلك PageVW0P107B المرض الذي يكون بحرانه فيها أو * إذا (1120) لم يكن فيها منفذ * البتة (1121) وأضر به؟ لك؟ في ذلك، مثالا فأقول إنه إذا كانت في الكبد كيموسات قد أحدثت مرضا ويحتاج إلى استفراغها فالنواحي التي تصلح أن تميل إليها ناحيتان إحداهما ناحية المعدة * وإذا (1122) كان الميل * إلى (1123) تلك الناحية فأن يكون إلى أسفل حتى يكون الاستفراغ بالإسهال أجود من أن يكون إلى فوق حتى يكون الاستفراغ بالقيء، والناحية * الأخرى (1124) ناحية الكلى والمثانة. وأما ميل تلك الكيموسات إلى نيحية الصدر والرئة والقلب فليس بجيد فينبغي للطبيب أن يتفقد ويتعرف ميل الطبيعة فإن * وجد (1125) ميلها نحو ناحية تصلح * لاستفراغ (1126) ما * يستفرغه (1127) أعدلها ما تحتاج إليه وعاونها، وإن رأى الأمر على ضد ذلك ورأى حركتها حركة ضارة منعها ونقلها وجذبها إلى ضد الناحية التي مالت نحوها.
22
[aphorism]
Страница 441