Тафсир Баян ас-Саада
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Жанры
{ ومن الناس من يتخذ } عطف على جملة الهكم اله واحد، او حال { من دون الله أندادا } قد فسر الآية الشريفة فى الاخبار بمنافقى الأمة والانداد برؤسائهم وعلى هذا فمعنى الآية من الناس من يتخذ اندادا لولى الامر حال كون الانداد بعضا من غير الله تعالى فى مظهره او من يتخذ من غير اذن الله اندادا، او من غير اذن الله اندادا لله فى مظهره { يحبونهم كحب الله والذين آمنوا } بالبيعة الخاصة الولاية وقبول الدعوة الباطنة { أشد حبا لله } فى مظهره الذى هو على (ع) من غيرهم ان محبتهم نفسانية عرضية لأن شأن النفس العداوة والبغضاء ومحبة المؤمنين عقلانية ذاتية { ولو يرى الذين ظلموا } انفسهم بمنعها عن حقوقها التى هى التسليم للولاية والقبول والتأثر منها واتباع ولى الامر والاستنارة بنوره، ولفظ لو للشرط وهو الظاهر او للتمنى { إذ يرون العذاب } اذ ظرف او اسم خالص مفعول به ليرى وعلى الاول فقوله تعالى { أن القوة لله جميعا } مفعول به ليرى او بدل من العذاب على ان يكون مفعول يرى محذوفا وعلى الثانى يكون بدلا من اذ يرون او من العذاب ومعنى كون القوة جميعا لله ان قدرة كل ذى قدرة رقيقة من القدرة المطلقة والرقائق متقومة بالمطلق، ونسبتها الى الممكنات اعتبارية لا حقيقة لها وقرئ { ترى } بالخطاب { ويرون } مبنيا للمفعول من ارى و { ان القوة } بكسران وكذا قوله تعالى { وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا } اذ ظرف لشديد العذاب، او لقوله لله، او ليرون، او بدل من العذاب، او من اذ الاولى؛ والمعنى لو يرى الذين ظلموا اذ تبرأ الذين اتبعوا المتبوعون، او الاتباع على قرأة المجهول والمعلوم { من الذين اتبعوا } الاتباع او المتبوعين على القراءتين { ورأوا العذاب } حال بتقدير قد او عطف على { تبرأ } او على { اتبعوا } الاول او الثانى { وتقطعت بهم الأسباب } جمع السبب وهو الحبل الذى يشد به الشيء ويجر { والاسباب } استعارة للوصلات التى بينهم من القرابات وصور المبايعات الدينية الناشئة من مقام أنفسهم الشيطانية والتناسبات الدنيوية، ولفظ { بهم } اما صلة تقطعت على ان يكون الباء للتعدية والمعنى شتتهم الاسباب التى كانت بينهم وكانت سببا لاجتماعهم وتؤلفهم فى الدنيا فانها كانت لاغراض فانية وبين نفوس هالكة وكانت مانعة عن الالفة الروحانية الباقية فصارت اسبابا للفرقة فى الآخرة او لفظ بهم حال عن الاسباب تقدم عليه والباء للالصاق.
[2.167]
{ وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة } الى الدنيا لو للتمنى ولذا نصب الفعل بعد الفاء فى جوابه { فنتبرأ منهم } هناك { كما تبرءوا منا } هاهنا { كذلك } اى مثل اراءة اتباعهم للرؤساء المضلين حسرة عليهم { يريهم الله أعمالهم } جميعا { حسرات عليهم } يعنى كما ان أصل اتباعهم لرؤسائهم كان سببا لبعدهم عن الله وقربهم الى دار العذاب فتحسروا عليه جميع أعمالهم التى عملوها كانت سببا لبعدهم وحسرة وندامة عليهم، ونسب الى الصادق (ع) أنه قال فى قوله عز وجل:
يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم
[البقرة: 167]، هو الرجل يدع ما له لا ينفقه فى طاعة الله بخلا ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله او معصية الله فان عمل به فى طاعة الله رآه فى ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له، وان كان عمل به فى معصية الله قواه بذلك المال حتى عمل به فى معصية الله عز وجل، وهذا اشعار بوجه من وجوه التأويل فان الممسك بخلا ليس الا من اتباع الجهل وان كان بحسب الظاهر مؤمنا { وما هم بخارجين من النار } حال عن فاعل قال او فاعل اتبعوا او مفعول يريهم وفيه رد لتمناهم وتشديد عليهم بذكر تأبيد عذابهم.
[2.168]
{ يأيها الناس كلوا مما في الأرض } من انواع المأكول والمشروب ولا بأس بتعميم الاكل والآكل والمأكول فان القوى كلها لها أكل ومأكول خاصان بها، والمراد نفى البأس او ايجاب الاكل او استحبابه بحسب الاشخاص بالنسبة الى الاكل بالفم وسماع الاصوات الحسنة والنظر الى الامور المعجبة وشم الروائح الطيبة ولمس الملموسات الشهية وهو تعريض بمن يتحرج عن اكل الطيبات ولبس الملابس البهية وعن النكاح وغيرها من حظوظ النفس نعم صرف الهم اليها وجعلها غاية للخلقة او ترك اتباع الخلفاء او اتباع من لا يستأهل للاتباع والعداوة مع من يستأهل للاتباع كلها حرام وكلما فعل هذا التارك للاتباع كان حراما، سواء اكل الجريش او الشهى، وسواء لبس الخرق او الجميل، وسمع الصوت المنكر او الحسن وهكذا لكن ليس الحرمة بحسب ظاهر الشريعة، والتابع للامام (ع) اذا وجد ان ارتكاب شيء من ملاذ النفس يقوى دواعيه النفسانية ويضعف داعى العقل كان عليه الاجتناب منه وسنبين وجه اختلاف هذه الآية مع قوله تعالى
يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم
[البقرة: 172] { حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان } فى ترك الأكل والتحرج بالطيبات التى لم يحظرها الشريعة او فى الاكل كما نبينه.
بيان خطوات الشيطان
Неизвестная страница