Тафсир Баян ас-Саада
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Жанры
{ ربنا وابعث فيهم رسولا منهم } هذا يدل على ان المراد من الذرية من بعث فيهم محمد (ص) ولذلك قال (ص) على ما نسب اليه (ص)
" انا دعوة أبى ابراهيم "
{ يتلوا عليهم آياتك } يقرأ عليهم آياتك التدوينية { ويعلمهم الكتاب والحكمة } قد مضى بيان للكتاب والحكمة وان المراد بالكتاب أحكام الرسالة والنبوة من العقائد الدينية وعلم الاخلاق النفسية وعلم الاعمال البدنية، وان الحكمة قد تستعمل فى كمال القوة النظرية، وقد تستعمل فى كمال القوة العملية، والمراد بها هاهنا كمال القوة العمالة والمعنى يعلمهم العلوم التى ينبغى تعلمها والاعمال الدقيقة المتقنة التى لا تتعلم الا بكثرة المواظبة والممارسة عليها { ويزكيهم } بعد تعليم المسائل وتعليم اتقان العمل لسهولة التزكية، وهذا يدل على ان السالك ينبغى ان يكون تحت ارادة الشيخ بلغ ما بلغ فى العلم والعمل؛ وهو كذلك فان الخلاص من الرذائل وآفات النفس والشيطان لا يكون الا بامداد الشيخ واعانته لان الانسان العليل كلما ازال علة من نفسه ازداد علة أخرى فى نفسه، وكلما ظنه مقويا لصحته صار سببا لزيادة مرضه او لحدوثه، وسيأتى عند قوله تعالى { يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم } بيان للتزكية ولتقديم التعليم هاهنا وتأخيره هناك { إنك أنت العزيز } الذى لا يمنعك مانع عما تريد { الحكيم } العالم بدقائق المعلومات القادر على دقائق المصنوعات، وكأنه اقرار بعجزه عن درك مصالح مسؤله وتعليق للسؤال على اقتضاء حكمة كأنه قال: { وابعث فيهم رسولا } كذا ان اقتضته حكمتك؛ وهذا غاية الادب فى السؤال.
[2.130]
{ ومن يرغب عن ملة إبراهيم } استبعاد وانكار { إلا من سفه نفسه } سفه نفسه بالحركات الثلاث فى عين سفه يعنى حملها على السفاهة ونصب نفسه على ضم الفاء وفتحه للتشبيه بالمفعول كما فى الحسن الوجه وعلى الكسر قيل: انه متعد، وقيل: انه كذلك { ولقد اصطفيناه } حال فى موضع التعليل { في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين } فلا ينبغى الرغبة عنه وعن ملته.
[2.131-132]
{ إذ قال له ربه } تعليل لاصطفائه وصلاحه { أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بهآ } اى بالملة او بكلمة الاسلام { إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } يعنى ينبغى ان يكون اسلامكم ثابتا راسخا حتى لا يزول عند الموت؛ والآية تعريض بانكار التهود والتنصر وان ابراهيم ما أمر باليهودية ولا بالنصرانية بل أمر بالاسلام ووصى هو ويعقوب بنيهما بالاسلام لا بالتهود والتنصر.
[2.133]
{ أم كنتم شهدآء } ام منقطعة متضمنة للهمزة والمقصود اظهار ان بنى يعقوب أقروا بعبادة الله وتوحيده تعريضا باليهود والنصارى فى عبادة العزير والمسيح، وأقروا بالاسلام تعريضا بنفى التهود والتنصر { إذ حضر يعقوب الموت إذ قال } بدل من اذ حضر { لبنيه ما تعبدون من بعدي } سأل (ع) عما يعبدونه تذكيرا بالتوحيد وتقريرا لهم عليه وعلى الاسلام { قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل } عدوه من الاباء لان العم كالأب ويسميه العرب ابا { وإسحاق إلها واحدا } صرح بالتوحيد تعريضا باليهود والنصارى فى القول بأن عزيرا ابن الله والمسيح ابن الله او ثالث ثلاثة { ونحن له مسلمون } لا يهوديون ولا نصرانيون.
[2.134]
Неизвестная страница