Тафсир Баян ас-Саада
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Жанры
{ وإذا رأيت الذين يخوضون } الخوض الامعان فى السير فى البر كان او فى البحر والاكثر استعماله فى الماء والمراد به ههنا الامعان فى سير النظر { في آياتنا } التدوينية والتكوينية واعظمها الولاية، وعن الباقر (ع) فى هذه الآية قال: الكلام فى الله والجدال فى القرآن قال منه القصاص { فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان } النهى عن القعود معهم { فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } اشارة الى ان من يخوض فى الآيات يشتغل عن نفسه ومن اشتغل عن نفسه فهو ظالم على ان خوضه دليل عدم انقياده وهو ظلم آخر.
[6.69]
{ وما على الذين يتقون } الخوض فى الآيات وان اتفق جلوسهم نسيانا معهم { من حسابهم من شيء } مما يحاسبون عليه من قبائح اعمالهم { ولكن ذكرى } ولكن عليهم ان يذكروهم قبح الخوض ويمنعوهم منه بقدر ما يمكنهم { لعلهم يتقون } الخوض، فلا يذكروا الآيات بما فيه ازدراء ولا يقعوا فى ضلالته وعقوبته، عن الباقر (ع) فلما نزلت فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين قال المسلمون: كيف نصنع ان كان كلما استهزء المشركون قمنا وتركناهم فلا ندخل اذا المسجد الحرام ولا نطوف بالبيت الحرام...!؟ فأنزل الله تعالى: { وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء } امر بتذكيرهم وتبصيرهم ما استطاعوا.
[6.70-71]
{ وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا } اللعب ما لم يكن له غاية عقلية ولكن كان له غاية خيالية كلعب الاطفال، واللهو ما لم يكن له غاية عقلية ولا خيالية وان كان له غاية خفية كامضاء عادة مثلا، والمقصود عدم التعرض لمن اخذ دينه بخياله ولا يتصور له غاية سوى الغايات الخيالية الدنيوية من الجاه والمناصب او الصحة والسعة أوالتوافق مع الاقران او التفوق على الامثال او التنعم فى الآخرة والنجاة من العقوبة فيها، او القرب من الانبياء والائمة فى الجنة، او القرب من الله والاختصاص من بين الامثال بذلك القرب لانهم اخذوا صورة الدين للدنيا وجعلوا آلة الدين شركا للدنيا، وقوله تعالى { وغرتهم الحياة الدنيا } اشارة الى هذا { وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت } وذكرهم الولاية بالقرآن او ذكرهم بولاء على (ع) او بعلى (ع) كراهة ان تمنع نفس من موائد الآخرة بما كسبت من اعمالها لان كل نفس بما كسبت رهينة الا الذين تولوا امير المؤمنين (ع) { ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع } صفة بيانية لنفس، او استيناف فى موضع التعليل، والولى والشفيع قد مضى بيانهما { وإن تعدل كل عدل } وان تفد كل فداء { لا يؤخذ منهآ أولئك } المتخذون دينهم لعبا ولهوا { الذين أبسلوا بما كسبوا } استيناف فى موضع التعليل { لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون قل أندعوا من دون الله } تعريضا بهم ومداراة معهم { ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله } الى طريقه المستقيم الذى هو الولاية { كالذي استهوته الشياطين } اذهبته الجنة على غير طريق { في الأرض حيران } لا يدرى اين يذهب واين يذهب به { له أصحاب } لهذا المستوى رفقة يرحمونه و { يدعونه إلى الهدى } الى الطريق قائلين { ائتنا } ترحما عليه وهو لا يجيب لما خولط من مسيس الجن { قل } لهم ان مثلكم مثل هذا المستهوى فان الشياطين قد غلبت عليكم وسلبتكم عقولكم وانا واصحابى كرفقاء المستهوى ندعوكم الى الطريق المستقيم الذى هو ولاية على (ع) ونقول لكم: ان ولاية على (ع) هو هدى الله و { إن هدى الله هو الهدى } لا هدى سواه { وأمرنا لنسلم لرب العالمين } من جملة المقول يعنى قل امرنا لنسلم لرب العالمين اعراضا عنهم بعد اتمام الحجة عليهم او انصافا لهم فى اظهار الدعوى.
[6.72]
{ وأن أقيموا الصلاة } عطف على لنسلم وان تفسيرية، وقيل: عطف على نسلم بتقدير دخول اللام عليه وان مصدرية لكن دخول ان المصدرية على الانشاء قليل والخطاب فى قوله اقيموا يمنعه { واتقوه وهو الذي إليه تحشرون } جملة حالية او معطوفة على جملة ان هدى الله هو الهدى.
[6.73]
{ وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق } سماوات الارواح وارض الاشباح بسبب الحق الذى هو المشية التى هى ولاية على (ع) كما سبق تحقيقه او متلبسا بالحق، فان الولاية مع الكل ومتقوم بها الكل ولا يخلو منها الكل { ويوم يقول } عطف على منصوب اتقوه او على السماوات او على قل ان هدى الله بتقدير اذكر او ذكر، او خبر لقوله الحق والجملة عطف على جملة هو الذى اليه تحشرون، او ظرف متعلق بالحق او بعالم الغيب والمعنى قوله الحق او عالم الغيب يوم يقول للشيء الذى يريد ايجاده وانما حذفه لقصد التعميم مع الايجاز { كن } ذلك الشيء { فيكون } ويوجد ذلك الشيء بلا تأب ولا تأن، اعلم، ان اليوم كما يطلق على يوم عالم الطبع مقابل ليله كذلك يطلق على كل من مراتب العالم، فان كلا بالنسبة الى المرتبة التى دونها يوم المرتبة الدانية ليل بالنسبة اليها، ولما كان عالم الطبع عالم الاسباب بمعنى ان سنته تعالى جرت بان يوجد الاشياء فيه بالاسباب، كان موجوداته كأنها تتأبى عن الوجود بمحض قوله من دون تهية اسبابه والمكلفون فيه ايضا يتأبون عن قوله، ولما كان مراتب الآخرة بتمام موجوداتها غير مسبوقة بمادة ومدة وسائر الاسباب كان موجوداتها قائمة بمحض قوله موجودة بنفس امره فكان يوم يقول: كن؛ فيكون مختصا بايام الآخرة { قوله الحق } فاعل يكون والحق صفة القول او مبتدء وخبر او مبتدء ويوم يقول خبره والمعنى قوله الحق الذى هو المشية فانها جملة اضافاته الى الخلق او قوله حقيقة ثابتة هى عين فعله وليس صوتا يقرع ولا لفظا يسمع { وله الملك } الملك يطلق تارة على عالم الطبع مقابل الملكوت والجبروت، وتارة على ما يعم جملة الموجودات التى هى مملوكة له تعالى وهذا هو المراد ههنا، او اريد الاول على ان يكون المراد بقوله: له الملك؛ ان الملك يوم ينفخ فى الصور خالص له وفى غير ذلك يظن ان غيره له تصرف فيه ولذلك وهم الثنوية فقالوا: ان الظلمة مقابلة للنور، اواهرمن ليزدان، ولكل منهما تصرف فى الملك { يوم ينفخ في الصور } بدل من يوم يقول، او ظرف مستقر خبر لقوله الحق، او خبر بعد خبر لقوله، او لغو متعلق بقوله، او بالحق او بالظرف فى قوله له الملك او بعالم الغيب، والصور القرن الذى ينفخ فيه من صار بمعنى صوت { عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير } كالنتيجة للسابق.
[6.74-75]
Неизвестная страница