Тафсир Баян ас-Саада
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Жанры
ولما كان الحق المضاف لا بشرط واللا بشرط يجتمع مع الف شرط كان متحدا مع الاشياء التى ظهر هو فيها ومقوما لها ومعها وليست الاشياء سواها والحق الاول من حيث فاعليته هو الحق المضاف، فان الفاعلية هى نفس الفعل ولولا الفعل لما كان الفاعلية والفعل بوحدته عين المنفعلات من حيث انها منفعلات فصح ما قيل ان بسيط الحقيقة كل الاشياء يعنى من حيث الفعل وصح ما نسب الى الفتوحات وهو قوله: سبحان من اظهر الاشياء وهو عينها، يعنى بحسب الفعل ومثال ذلك النفس حيث انها بوحدتها كل القوى فانها فى البصر عين البصر، وفى السمع عين السمع، وهكذا فى غيرها مع ذلك ما انثلم وحدتها وما تنزلت عن مرتبتها العالية الغيبية ولولا هذا الاتحاد والعنية لما صح نسبة فعل القوى اليها حقيقة كما انه لولا عينية الحق الاول مع الاشياء لما صح نسبة افعالها اليه حقيقة وكان قول القدرية صحيحا وقول الثنوية حقا، وهذا النور حقيقة واحدة ظلية مضيئة لسطوح المهيات والحدود والكثرة المترائاة انما هى بعرض المهيات ولا ينثلم بها وحدتها الذاتية كما ان النور العرضى الشمسى حقيقة واحدة وتكثره بتكثر السطوح لا ينثلم به وحدته، والظلمة عبارة عن عدم النور فهى خافية فى نفسها مخفية لغيرها وهذا شأن المهيات والحدود والاعدام التى نشأت من تنزل الوجود وضعفه، وكلما زاد التنزل والضعف ازدادت الحدود والمهيات والخفاء والاخفاء حتى اذا وصل الى عالم الطبع الذى اختفى فيه صفات الوجود، وقد علمت ان الكثرة بالذات للحدود وبالحدود يتميز الوجود كما ان بالسطوح تميز النور العرضى ولولاها لما ظهر، ولذلك قدم الظلمات مجموعا واخر النور مفردا عكس الاول فقال تعالى { وجعل الظلمات والنور } ولما كان الدهرية والطبيعية والقائلون بالبخت والاتفاق والقائلون بالاجزاء التى لا تتجزى وغيرهم من الفرق الملحدة قائلين بقدم العالم بصورته ومادته او بمادته فقط كانت الفقرة الاولى منعا لدعويهم، ولما كان اكثر الثنوية قائلين بقدم النور والظلمة وانها مبدءان للعالم وقد مضى وجه مغالطتهم فى اول سورة النساء عند قوله
إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة
[النساء: 17] ، كانت الفقرة الثانية منعا لدعويهم { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } فيه معنى التعجب، وتخلل ثم للاشارة الى استبعاد التسوية مع كونه خالقا للسماوات والظلمات والنور، ولما كان الايمان به ينفتح باب القلب وبانفتاحه يوقن بالله وصفاته وملائكته وكتبه ورسله، وبدون ذلك الانفتاح لا يمكن الايمان بالله ولذا اختص الايمان بمن بايع عليا (ع) وخلفائه ودخل البيعة فى قلبه ما به ينفتح بابه الى الملكوت كان الكفر هو ستر باب القلب وعدم انفتاحه بتلك البيعة فالكافر من لم يبايع عليا (ع) بالبيعة الخاصة الولوية، ولذلك فسر الكفر فى اكثر الآيات بالكفر بالولاية والكفر بعلى (ع) والرب المضاف كما ورد عنهم فى تفسير
وكان الكافر على ربه ظهيرا
[الفرقان:55] هو الرب فى الولاية والرب المطلق هو رب الارباب، والوجه فى ذلك ان الولاية هي اضافة الله الاشراقية الى الخلق فمعنى الآية بحسب المقصود ثم الذين كفروا بعلى (ع) بستر وجه القلب بترك بيعة على (ع) وعدم دخول الايمان فى قلوبهم بعلى (ع) يسوون سائر افراد البشر ويمكن تعلق بربهم بكفروا وكون يعدلون بمعنى يسوون او بمعنى يخرجون من الحق وبحسب التنزيل ثم الذين كفروا بالله بترك بيعة محمد (ص) وعدم قبول الاسلام او ثم الذين كفروا بالله بترك الاقرار بالله او بوحدانيته بربهم الذى هو رب الارباب يسوون الاصنام، وهذه الفقرة رد بحسب الظاهر على مشركى العرب وغيرهم من عابدى الوثن والعجل وغيرهما، وبحسب التأويل رد على كل من انحرف عن الولاية.
[6.2]
{ هو الذي خلقكم من طين } باعتبار مادتكم الاولى منع لمن ادعى الآلهية لنفسه او لغيره من افراد البشر { ثم قضى أجلا } اى حتم اجلا لا تخلف عنه { وأجل مسمى عنده } لا يطلع عليه احدا من ملائكته ورسله فانه علم استأثره لنفسه يقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء، واما العلم الذى يطلع عليه ملائكته ورسله فانه محتوم لا يكذب ملائكته ورسله والبداء والمحو والاثبات فى ذلك الاجل المسمى عنده، وتحقيق مسئلة البداء والمحو والاثبات والحكمة المودعة فيه من الترغيب فى الصلات والدعوات والتضرعات والصدقات وسائر العبادات، وسر استجابة الدعوات مع عدم تأثر العالى عن الدانى موكول الى محل آخر من هذا الكتاب { ثم أنتم تمترون } فيه معنى التعجب واستبعاد الامتراء بالنسبة الى الخالق.
[6.3]
{ وهو الله في السماوات وفي الأرض } اعلم، ان الله فيه معنى الآلهة والتصرف بل جميع الاضافات الممكنة من الخالق بالنسبة الى المخلوق فانه الاسم الجامع وامام ائمة الاسماء فاعتبر فيه معنى الوصف ولذلك جاز تعلق الظرف به، وبيان اعراب الآية ان لفظ هو مبتدء والله بدله او خبره وفى السماوات ظرف لغو متعلق بالله او بيعلم او ظرف مستقر خبر او خبر بعد خبر او حال، ويعلم الاتى خبر او خبر بعد خبر او حال مستأنف، وجملة هو الله عطف على جملة هو الذى خلقكم او حال وبعدما علم معنى معيته تعالى وقيوميته واحاطته بالاشياء يظهر معنى كونه آلها فى السماء وفى الارض، وهذا رد على من اشرك معه غيره كبعض الثنوية القائل بان اهرمن او الظلمة مخلوق الله لكنه شريك له فى الايجاد والشرور كلها منسوبة اليه، وكجمهور الهنود القائلين بان الامور موكولة الى الملائكة ويسمونهم باسماء، وكبعض الصابئين القائل بان الكواكب مخلوقة لله لكنها مدبرة للعالم دون الله، وكبعض المشركين القائل بان العجل والوثن (وغيرهما) شفعاء عند الله ولها التدبير والتصرف { يعلم سركم } من السجايا والنيات والعقائد وجملة المكمونات التى لم تظهر بعد فى وجودكم ولم تشعروا بها { وجهركم } من الاقوال والاحوال والالوان والاشكال والنسب والاموال { ويعلم ما تكسبون } لانفسكم من تبعة اعمالكم التى تعملونها بجوارحكم تقرير لآلهيته ووعد ووعيد للمحسن والمسيء منهم.
[6.4-5]
Неизвестная страница