Тафсир Баян ас-Саада
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Жанры
{ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض } عطف على " يكذبون " او على " فى قلوبهم مرض " او على " يخادعون الله " او " يقول آمنا بالله " والافساد تغيير الشيئ عما هو عليه او منعه عن كمال يقتضيه والمراد بالارض اعم من ارض العالم الكبير او الصغير والخروج عن طاعة العقل والامام افساد فى العالم الصغير ويؤدى الى الافساد فى الكبير والى الافساد الكبير الذى هو الاستهزاء بالامام وقتله، وما نسب الى سلمان رضى الله عنه: ان اهل هذه الآية لم يأتوا بعد؛ يدل على ان الآية نزلت فى منافقى الامة بعد النبى (ص).
{ قالوا إنما نحن مصلحون } فان منكرى التوحيد او الرسالة او الولاية يظنون الخير والصلاح فى فعلهم لا الشر والفساد فان كل ذى شعور يقصد بفعله خيره وصلاحه كما نسب الى بعض الصحابة انه علل منع خلافة على (ع) بأنه قليل السن كثير المزاح.
ولما زعموا انهم مصلحون فى فعلهم وسمعوا نسبة الافساد اليهم نسبوا الاصلاح الى انفسهم بطريق قصر شؤنهم عليه مؤكدا باسمية الجملة وان وافادة الحصر.
[2.12]
{ ألا إنهم هم المفسدون } قابل انكارهم المؤكد باسناد الافساد اليهم مؤكدا باداة الاستفتاح وان واسمية الجملة وضمير الفصل وافادة الحصر وأتى فى مقابلة حصرهم شؤنهم فى الاصلاح بحصر شؤنهم فى الافساد { ولكن لا يشعرون } اتى هاهنا باداة الاستدراك لاقتضاء المقام استدراك توهم الخلاف والبسط فى الكلام كما مضى آنفا.
[2.13]
{ وإذا قيل لهم آمنوا } لما كان القائل هو الرسول او المؤمنين اشار تعالى شأنه الى أن الناصح لهم جمع بين وصفى التحذير والترغيب والانذار والتبشير وانهم ردوا عليه كلا شقى نصحه والمراد بالايمان الايمان بالرسول (ص) بالبيعة العامة مع تواطؤ القلب واللسان او الايمان بعلى (ع) { كمآ آمن الناس } بالبيعة مع محمد (ص) او على (ع) مع تواطؤ القلب والعزم على الوفاء بما أخذ عليهم من الشروط والمواثيق ويجوز ان يراد بالايمان فى قولهم " آمنا بالله " الاذعان او التصديق وان يراد به هاهنا ايضا ذلك لكن الايمان اذا اطلق فى الكتاب والسنة يراد به البيعة العامة او الخاصة او ما بعد التوبة من أجزاء البيعة او الحالة الحاصلة بالبيعة واما محض الاقرار بالتوحيد والرسالة فلم يكن يسمى بالايمان حالة حياة الرسول (ص) وما نقل فى تفسير الامام يدل على أن المراد به البيعة مع على (ع). { قالوا } مع نظرائهم من المنافقين لا مع المؤمنين والناصحين فانهم لمخادعتهم للمؤمنين واخفاء حالهم عنهم لا يكاشفون بمثل هذا الجواب معهم { أنؤمن } انكارا لصدور مثل ايمان المؤمنين الذين هم سفهاء بظنهم عن مثلهم { كمآ آمن السفهآء } السفيه غير الرشيد وهو المحجور عليه الذى يحتاج الى القيم، ويطلق على خفيف العقل الذى لا يكون افعاله على ما ينبغى ولا يكون مبذرا ولا منميا لما له كما ينبغى، ويطلق على من لا يعرف الحق ولا ينقاد تحت حكم حاكم الهى، وكثيرا ما يستعمل فى الآيات والاخبار بهذا المعنى، ولما رأوا المؤمنين على حالة لا يرتضيها عقولهم الشيطانية مع انقيادهم ظاهرا وباطنا لمحمد (ص) او على (ع) وعدم قدرتهما بزعمهم على محافظة اتباعهما من اعدائهم سموهم سفهاء ، ولما كان اتباع المؤمنين وانقيادهم لخليفة الله هو مقتضى العقل ومقتضى معرفة الحق وخروج المنافقين عن الانقياد والخديعة مع العباد خروجا عن مقتضى العقل السليم وعن مقتضى معرفة الحق حصر تعالى شأنه السفاهة فيهم مؤكدا بالتأكيدات العديدة حصر قلب ليفيد نفيها عمن نسبوها اليهم فقال { ألا إنهم هم السفهآء ولكن لا يعلمون } قد مضى وجه الاتيان بأدوات التأكيد واداة الاستدراك.
[2.14]
{ وإذا لقوا الذين آمنوا } كانت الفقرتان الاوليان لبيان حالهم فى أنفسهم وأنهم باعجابهم بأنفسهم وارتضائهم لافعالهم لا يسمعون نصح الناصح وهاتان لبيان حالهم مع المؤمنين والكفار وبيان خديعتهم للمؤمنين { قالوا آمنا } بالجملة الفعلية الخالية عن المؤكدات لايهام ان ايمانهم لا ينبغى ان ينكر او يشكك فيه ولعدم مساعدة قلوبهم على المبالغة والتأكيد { وإذا خلوا إلى شياطينهم } جمع الشيطان والشيطان معروف، وتسمية الانسان شيطانا اما لصيرورته مظهرا للشيطان ومسخرا تحت حكمه، او للمشاكلة والمشابهة، او لكون الانسان احد مصاديقه باعتبار معناه اللغوى فانه مشتق من شطن اذا بعد لبعد شياطين الجن والانس عن الخير، او من الشطن بمعنى الحبل الطويل المضطرب، او من شاط اذا بطل لبطلانهم فى ذواتهم فعلى هذا كان نونه زائدة { قالوا إنا معكم } فى الدين والاعتقاد اكدوا الحكم لتوهم انكاره او الشك فيه من شياطينهم لمخالطتهم مع المؤمنين ولنشاطهم فى اظهاره فان نشاط المتكلم فى الحكم يدعوه الى المبالغة والتأكيد، ولهذا لم يكتفوا بهذا القدر وبسطوا فى الكلام وقالوا مؤكدين بتأكيدات قاصرين شأنهم قصر القلب او الافراد { إنما نحن مستهزئون } الاستهزاء معروف وان كان بحسب حال المستهزء والمستهزء به من حيث الاستهزاء محتاجا الى شرح وتفصيل وكيف كان فالاستهزاء المنسوب الى الله كان مجازا.
[2.15]
Неизвестная страница