148

Тафсир Баян ас-Саада

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Жанры

[3.39]

{ ف } أجاب الله تعالى دعاءه و { نادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب } فى مصلاه { أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله } هذا اجابة منه تعالى لدعائه (ع) فإن التصديق بكلمة الله دليل الطيبوبة والمراد بكلمة الله هو المسيح فانه لفنائه فى نفسه وبقائه بربه صار كالكلمة الغير القارة الغير المستقلة بنفسها القائمة بالمتكلم { وسيدا } للخلق فى الشرف ولقومه فى الطاعة { وحصورا } مبالغا فى منع النفس عن الشهوات ولذلك فسر بمن لا يأتيه النساء { ونبيا من الصالحين } واتصافه بالاوصاف الثلاثة من الفضل فى الاجابة.

[3.40]

{ قال } قد مضى مكررا ان امثال هذا جواب لسؤال مقدر كأنه قيل: ما قال بعد البشارة من الله بالولد؟ - قال { قال رب أنى } كيف { يكون لي غلام وقد بلغني الكبر } والكبير لا يصلح نطفته لانعقاد الولد كان الظاهر ان يقول وقد بلغت الكبر لكنه نسب البلوغ الى الكبر للاشعار بان الهرم كالطالب الاتى الى الانسان { وامرأتي عاقر } ما كان يصلح رحمها لانعقاد الولد قبل الكبر فكيف بعد الكبر وهذا تعجب واستبعاد منه للولد بحسب الاسباب الطبيعية ولذلك اتى بعده بانقطاع الاسباب الطبيعية وتبجج منه بافضال الله واكرامه مع عدم الاسباب لا انه انكار منه لفعل الله بدون الاسباب حتى يكون مخالفا لمقام الانبياء (ع) قيل كان زكريا يوم بشر بالولد ابن عشرين ومائة وكانت امرأته بنت ثمان وتسعين سنة { قال } الله او الملك المنادى { كذلك } خبر مبتدأ محذوف اى الامر كما بشرت به او متعلق بيفعل يعنى مثل اعطاء الولد من غير وجود الاسباب الطبيعية { الله يفعل ما يشآء } كانت اسبابه موجودة او لم تكن، وقيل: كان استفهامه على سبيل التعرف ايعطيهما الولد على حال الشيخوخة ام يجعلهما شابين ثم يعطيهما، وقيل: يحتمل ان يكون اشتبه الامر عليه ايعطيه من امرأته العجوز العاقر ام من امرأة أخرى شابة صالحة للولد، وقيل: انما سأل ذلك ليعرف ان البشارة كانت حقة وكانت من الملك ام كانت من الشيطان ولذلك { قال رب اجعل لي آية }.

[3.41]

{ قال رب اجعل لي آية } وقيل انما قال ذلك ليتعرف بها وقت الحمل ليزيد فى العبادة والشكر او ليتعجل السرور به { قال آيتك ألا تكلم الناس } لا تقدر على التكلم { ثلاثة أيام إلا رمزا } استثناء مفرغ منقطع اى لكن ترمز اليهم رمزا، او المراد بالتكلم الافهام والاستثناء متصل والمعنى آيتك ان لا تفهم الناس ما فى ضميرك نحوا من الافهام الا افهام رمزا وفى حال من الاحوال الا رامزا او رامزين وانما حبس لسانه عن مكالمتهم خاصة دون ذكر الله ليخلص فى تلك المدة لشكره وذكره قضاء لحق النعمة، وهذا دليل على ان طلب الآية كان لمعرفة وقت الحمل طلبا لازدياد الشكر والذكر.

{ واذكر ربك كثيرا } يعنى فى تلك الايام عرفه ان حبس لسانه عن الكلام بغير ذكر الله لا عن ذكر الله ليكثر ذكر الله فى تلك المدة { وسبح بالعشي } قيل من الزوال الى الغروب، وقيل من العصر الى ذهاب صدر الليل وهذا هو المتبادر، وقيل: من الغروب الى ذهاب صدر الليل { والإبكار } من طلوع الفجر الى الضحى والتسبيح بمعنى التنزيه والتطهير لكنه اذا نسب الى الله يراد به تنزيهه من النقائص مع عدم اعتبار تنزهه عن النسب والاضافات، او مع اعتبار النسب والاضافات الى الكثرات كما سبق تحقيقه وتحقيق الفرق بينه وبين التقديس فى اول سورة البقرة عند قوله

ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك

[البقرة: 30].

تحقيق تسبيح الرب وتسبيح اسم الرب

Неизвестная страница