Тафсир Баян ас-Саада
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Жанры
[3.22]
{ أولئك الذين حبطت } بطلت وذهبت { أعمالهم }.
اعلم ان العمل مقابل العلم عبارة عما يظهر على الاعضاء مسبوقا بقصد من العامل قولا كان او فعلا او ما يصدر من النفس فى الباطن من المجاهدات الباطنية، وكل منهما لا يبقى بنفسه لكن النفس تتجوهر بكيفية تكون مصدرا لهما ثم تتزايد تلك الكيفية منهما وتكون تلك الكيفية باقية معها فى الدنيا والآخرة وثمرتها فى الدنيا الخلاص من عذاب الاوصاف الرذيلة وفى الآخرة التلذذ بالامور الاخروية وبمناجاة الله، وبعبارة اخرى النفس تتكيف منهما بجهتيها، جهتها الدنيوية التى يحصل بها للانسان الاضافة الى الخلق وجهتها الاخروية التى بها يحصل الاضافة الى عالم الارواح، وثمرة كيفية جهتها الدنيوية الفراغ من رذائل تلك الاضافة ومتاعبها، وثمرة كيفية جهتها الاخروية التلذذ بالامور الاخروية وبمناجاة الله؛ وعلى هذا فقوله تعالى: { في الدنيا والآخرة } حال من اعمالهم او ظرف للحبط { وما لهم من ناصرين } يدفعون عنهم العذاب الذى تبشرهم به.
[3.23]
{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب } الم تر الى كذا كلمة تعجب وتعجيب، والرؤية اعم من رؤية البصر ورؤية القلب، ونزول الآية ان كان فى احبار اليهود فهى جارية فى كل من أقر بشريعة وكتاب ثم اعرض عن شريعته وكتابه فان الكتاب عبارة عن احكام الرسالة والنبوة، والكتب التدوينية السماوية صورة تلك الاحكام وظهورها، والمنظور منافقوا الامة حيث أقروا بمحمد (ص) وشريعته وكتابه واعرضوا عن كتابه بعد وفاته { يدعون إلى كتاب الله } حال او جواب لسؤال مقدر، وان كان المراد به التوراة فالتعريض بالامة والقرآن { ليحكم بينهم } قرئ بفتح الياء وضمها وفتح الكاف { ثم يتولى فريق منهم } عن كتاب الله عطف على يدعون والاتيان باداة التراخى اشارة الى ان التولى وقع منهم بعد الدعاء الى الكتاب بمهلة فانه (ص) على ما قيل دخل مدرسهم ودعاهم الى الاسلام فقالوا: على اى دين انت؟ - قال: على ملة ابراهيم (ع) فقالوا: ان ابراهيم كان يهوديا، فقال: ان بيننا وبينكم التوراة فأبوا من الرجوع اليها بعد محاجات وقعت بينهم، ونسب فى مجمع البيان الى ابن عباس انه قال: ان رجلا وامرأة من اهل خيبر زنيا وكانا ذوى شرف فيهم وكان فى كتابهم الرجم فكرهوا رجمهما لشرفهما ورجوا ان يكون عند رسول الله (ص) رخصة فى امرهما، فرفعوا أمرهما الى رسول الله (ص) فحكم عليهما بالرجم فقالوا جرت يا محمد ليس عليهما الرجم فقال (ص): بينى وبينكم التوراة، قالوا قد أنصفتنا قال: فمن أعلمكم بالتوراة؟ - قالوا: ابن صوريا ساكن فدك فارسلوا اليه فقدم المدينة وكان جبرئيل قد وصفه لرسول الله (ص) الى ان قال فدعا رسول الله (ص) بشيء من التوراة فيها الرجم مكتوب فقال له: اقرء فلما اتى على آية الرجم وضع كفه عليها وقرأ ما بعدها فقال ابن سلام يا رسول الله قد جاوزها وقام الى ابن صوريا ورفع كفه عنها ثم قرأ على رسول الله (ص) وعلى اليهود بان المحصن والمحصنة اذا زنيا وقامت عليهما البينة رجما، فأمر رسول الله (ص) باليهوديين فرجما، فغضب اليهود وأنكروا على ابن صوريا فأنزل الله هذه الآية { وهم معرضون } والحال ان سجيتهم الاعراض عن الحق مطلقا.
[3.24]
{ ذلك } التولى والاعراض { بأنهم } سهلوا على أنفسهم عقوبة الآخرة و { قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات } قيل يعنى عدد ايام عبادة اسلافهم العجل اربعين يوما او سبعة ايام وقيل اياما منقطعة { وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون } من انقطاع العذاب او قولهم:
نحن أبناء الله وأحباؤه
[المائدة: 18] ، او ان ابائهم الانبياء يشفعون لهم، او ان الله وعد يعقوب ان لا يعذب اولاده.
[3.25]
Неизвестная страница