المعنى الإجمالي
علمنا الله - تقدست أسماؤه - كيف ينبغي أن نحمده ونقدسه، ونثني عليه بما هو أهله، فقال ما معناه: يا عبادي إذا أردتم شكري وثنائي فقولوا: الحمد لله رب العالمين، اشكروني على إحساني وجميلي إليكم، فأنا الله ذو العظمة والمجد والسؤدد، المتفرد بالخلق والإيجاد، رب الإنس والجن والملائكة، ورب السماوات والأرضين، وأنا الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، وعم فضله جميع الأنام، فالثناء والشكر لله رب العالمين، دون ما يعبد من دونه، بما أنعم على عباده من الخلق والرزق وسلامة الجوارح، وهداية الخلق إلى سعادة الدنيا والآخرة، فهو السيد الذي لا يبلغ سؤدده أحد، والمصلح أمر عباده بما أودع في هذا العالم من نظام، يرجع كله بالمصلحة على عالم الإنسان والنبات والحيوان، فمن شمس لولاها ما وجدت حياة ولا موت، ومن غذاء به قوام البشر، ومياه بها حياة النبات والحيوان، وأنا المالك للجزاء والحساب، المتصرف في يوم الدين، تصرف المالك في ملكه، فخصوني بالعبادة دون سواي، وقولوا لك اللهم نذل ونخضع، ونستكين ونخشع، ونخصك بالعبادة، ولا نعبد أحدا سواك، وإياك ربنا نستعين على طاعتك ومرضاتك، فإنك المستحق لكل إجلال وتعظيم، ولا يملك القدرة على عوننا أحد سواك.
فثبتنا يا ألله على الإسلام دينك الحق، الذي بعثت به أنبياءك ورسلك، وأرسلت به خاتم المرسلين، وثبتنا على الإيمان، واجعلنا ممن سلك طريق المقربين، طريق النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. ولا تجعلنا يا ألله من الحائرين عن قصد السبيل، السالكين غير المنهج القويم، من الذين ضلوا عن شريعتك القدسية، وكفروا بآياتك ورسلك وأنبيائك، فاستحقوا اللعنة والغضب إلى يوم الدين.. اللهم آمين.
معاني الفاتحة في " ظلال القرآن "
يقول سيد قطب رحمه الله في تفسيره " الظلال " ما نصه:
(يردد المسلم هذه السورة القصيرة، ذات الأيات السبع، سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة على الحد الأدنى وأكثر من ضعف ذلك إذا هو صلى السنن، وإلى غير حد إذا هو رغب في أن يقف بين يدي ربه متنفلا غير الفرائض والسنن، ولا تصح صلاة بغير هذه السورة لما ورد في الصحيحين:
" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ".
إن في هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية، وكليات التصور الإسلامي، وكليات المشاعر والتوجهات ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة.
تبدأ السورة ب (بسم الله الرحمن الرحيم) والبدء باسم الله هو الأدب الذي أوحى الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في أول ما نزل من القرآن باتفاق، وهو قوله تعالى:
اقرأ باسم ربك
Неизвестная страница