282

Тафсир Аль-Усаймин: Йа-Син

تفسير العثيمين: يس

Издатель

دار الثريا للنشر

Жанры

بزعمهم نصرهم ﴿مُحْضَرُونَ (٧٥)﴾ في النار معهم]. قوله: نزلوا منزلة العقلاء، لأن واو الجماعة خاصة بالعقلاء، والذي يأتي لغير العقلاء ما يدل على التأنيث سواءً كان بالإفراد أو بالجمع، فلو مشى التعبير على الغالب لقال: (لا تستطيع نصرهم) أو الا يستطعن نصرهم) لكن قال: ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ تنزيلًا لهذه الأصنام منزلة العاقل؛ لأن هؤلاء يدعونها دعاء العاقل يرون أنها عاقلة تجلب النفع وتدفع الضرر فخوطبوا بما يعتقدون.
﴿وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)﴾ المؤلف - رحمه الله تعالى - مشى على أن ﴿وَهُمْ﴾ الضمير يعود على الأصنام، أي والأصنام لعابديها جند ينصرونهم حسب زعمهم ﴿مُحْضَرُونَ (٧٥)﴾ أي: معهم في النار، فهذه الأصنام جند لهؤلاء العابدين، لكن الجميع محضرون في نار جهنم يعذبون. وهذا قول فيه بعد عن ظاهر الآية وعن المعنى.
والصواب: أن الضمير في قوله تعالى: ﴿وَهُمْ﴾ يعود على العابدين ﴿لَهُمْ﴾ يعود على الأصنام ﴿جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)﴾ أي: حاضرون. فالمعنى أن هذه الأصنام لا تستطيع نصرهم، ولكن هؤلاء العابدين ينتصرون للأصنام ويكونون جندًا لها كما قال قوم إبراهيم: ﴿حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (٦٨)﴾ (^١) فهؤلاء العابدون يعبدون ما لا ينفعهم ولكنهم هم ينتصرون لهذه الأصنام ﴿وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)﴾ ليدافعوا عن هذه الأصنام، فيكون في هذا التصرف نقص من وجهين:

(^١) سورة الأنبياء، الآية: ٦٨.

1 / 283