214

Тафсир Аль-Усаймин: Йа-Син

تفسير العثيمين: يس

Издатель

دار الثريا للنشر

Жанры

رأسهم الشيطان الأول الذي يقود كل شيطان ﴿عَدُوٌّ﴾ العدو ضد الولي، والولي من يتولاك ويحوطك ويعتني بك، فالعدو ضده وهو الذي لا يريد لك الخير، وإنما يريد لك الشر، وقوله: ﴿مُبِينٌ﴾ قال المؤلف: [بين العداوة] وفسر ﴿مُبِينٌ﴾ ببين، لأنها من (أبان) و(أبان) تأتي بمعنى أظهر، وتأتي بمعنى ظهر، فإن كانت بمعنى أظهر فهي متعدية، وإن كانت بمعنى ظهر فهي لازمة، ولا يمكن أن نقول: إنها من المتعدي، أو اللازم، إلا بقرينة من السياق، فهنا نقول: ﴿مُبِينٌ﴾ إذا فسرناها بما فسرها المؤلف [بين العداوة] صارت من اللازم، مع أنه يمكن أن نجعلها من المتعدي، ونقول ﴿مُبِينٌ﴾ مظهر للعداوة؛ لأنه يأمرك بالشر، لكن هذا ضعيف، إذ لو أبان عداوته ما تبعه أحد، وإنما يغر الناس كما قال تعالى: ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ﴾ (^١) إذن فجعل ﴿مُبِينٍ﴾ هنا من باب اللازم من أبان بمعنى ظهر ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١﴾ ﴿لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾ ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي﴾ هذا نفي وإثبات، وهو حقيقة التوحيد ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي﴾ (أن) هنا مصدرية، ويصح أن تكون مفسرة، لأن أعهد متضمنة معنى القول، وإذا سبق (أن) ما يتضمن معنى القول دون حروفه صارت تفسيرية، مثل قوله تعالى: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ﴾ (^٢) قوله: ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي﴾ أن الله عهد إلينا أن نعبده وحده، أي: تذللوا لي بالطاعة، والمؤلف قال: [وحدوني وأطيعوني] وهذا المعنى

(^١) سورة الأعراف، الآية: ٢٢. (^٢) سورة المؤمنون، الآية: ٢٧.

1 / 215