Тафсир аль-'Усаймина: Сура Мухаммад - издание Библиотеки Табари

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
1

Тафсир аль-'Усаймина: Сура Мухаммад - издание Библиотеки Табари

تفسير العثيمين: من سورة محمد - ط مكتبة الطبري

Издатель

مجمع البحرين

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Место издания

مكتبة الطبري (مصر)

Жанры

تفسيرُ سُورة مُحَمَّد * قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (٢) ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (٣) فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (٤)﴾ [محمد: ١ - ٤]. التفسير هذه السورة تُسمَّى سورة القتال، وتُسمَّى سورة محمد؛ وذلك لأنه ذُكِر فيها محمد ﷺ، وذُكِر فيها القتال. يُبيِّن اللّه تعالى في هذه السورة أن الذين كفروا وصدُّوا عن سبيل الله أضلَّ الله أعمالهم؛ أذهبها سُدًى، والذين كفروا بماذا؟ كفروا بما يجب الإيمان به؛ كفروا باللّه، كفروا برُسُله، كفروا بكتبه، كفروا بملائكته، كفروا باليوم الآخر، كفروا بالقدر، إذا كفروا بأيِّ واحدٍ من هذه الأركان الستة فهم كفَّار، حتى لو آمنوا بالبعض وكفروا بالبعض فهم كفَّار، قال اللّه ﵎: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا﴾، فالإيمان

14 / 83