232

Тафсир аль-Усаймин: Сура

تفسير العثيمين: ص

Издатель

دار الثريا للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

الجن كان بين الملائكة] قوله: هو أبو الجن دليله قوله تعالى: ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي﴾ [الكهف: ٥٠] والدليل على أنه من الجن قوله تعالى: ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ [الكهف: ٥٠] إذن فالجن ذرية الشيطان، والإنس ذرية آدم. نعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
قال المؤلف: [﴿إِلَّا إِبْلِيسَ﴾ كان بين الملائكة] ولم يقل المؤلف: كان من الملائكة، لأن الله ﷾ قال: ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ [الكهف: ٥٠] إذن هو كان بينهم، ومن كان بين الناس فهو من الناس، قال النبي ﷺ: "إن مولى القوم من أنفسهم" (^١) فهذا إبليس كان مع الملائكة يتعبد بعبادتهم فصح أن يشمله الخطاب الموجه إلى الملائكة، ولهذا لامه اللهُ على عدم السجود، فدلَّ على أن الخطاب كان شاملًا له.
﴿إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٧٤)﴾ [في علم الله]، قول المؤلف: [في علم الله] بناء على أن "كان" تدل على المضي، ولكنه قد مرَّ علينا أن "كان" قد تكون مسلوبة الدلالة على الزمان، ويكون المراد بها الاتصاف بخبرها، كما في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٩٦)﴾ [النساء: ٩٦] المعنى اتصف بالرحمة. إذًا نقول في هذه الآية ﴿وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ أي: واتصف بالكفر، ولا حاجة أن نقول: كان

(^١) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٣٩/ ٣٠٠ (٢٣٨٧٢)، وأبو داود، كتاب الزكاة، باب الصدقة على بني هاشم (١٦٥٠)، والترمذي، باب ما جاء في كراهية الصدقة للنبي ﷺ وأهل بيته ومواليه (٦٥٧).

1 / 237