124

Тафсир ас-Саади: Сура Фуссилат

تفسير العثيمين: فصلت

Издатель

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٧ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

العُتْبى وتابوا إلى اللهِ لحَصَلَ لهم ذلك، لكن في الآخِرَةِ قد فات الأَوانُ، وقولُهُ: ﴿فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴾ أي: مأوى، وكُلُّ إنسانٍ مأواه النَّارُ فلا حَظَّ له في الجَنَّةِ.
مسألة: إِخبارُ الله ﷿ عن نفسِه في القُرآنِ بصيغَةِ الغائِبِ يَقولُ: قال اللهُ قال اللهُ ..، أليسَ الأَفْضَلُ في اللُّغةِ الِإخْبارَ بصيغَةِ المُخاطَبِ؟
الجَوابُ: لا هذا له أَحْوالٌ، لكن يَقولُ العُلَماءُ إِنَّ المُتكلِّمَ إذا عَبَّر عن نفسِه بصيغَةِ الغائِبِ، فهذا دَليلٌ على العَظَمَةِ والتَّعظيمِ، ففَرْقٌ بَينَ أن يَقولَ المَلِكُ مَلِكُ الدُّنيا: إنَّ المَلِكَ يَأمُرُكم أن تَفعَلوا كذا، أو يَقولَ: إنِّي آمُرُكم، الأوَّلُ أَعْظَمُ في التَّفخيمِ، وهذا من قَواعِدِ البَلاغَةِ تَعبيرُ المُخاطِبِ عن نفسِه بصيغَةِ الغائِبِ يدُلُّ على التَّعظيمِ لا سِيَّما إذا كان بوَصْفٍ يَقتَضي ذلك.
من فوائدِ الآياتِ الكريمَةِ:
الْفَائِدَة الأُولَى: إِثباتُ حَقيقَةِ النَّارِ؛ لقولِهِ: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إِثباتُ أعداءٍ لله كما أنَّ له أَولياءَ، وعَدُوُّ اللهِ ﷿ مَن كان كافِرًا فاجِرًا.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ أهلَ النَّارِ والعياذُ باللهِ يُساقونَ إلى النَّارِ أَوْزاعًا؛ أي مُتَفَرِّقينَ أُممًا؛ لقولِهِ: ﴿فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: إِثباتُ حَقيقَةِ النَّارِ وأنَّ هؤلاءِ يَصِلونَ إليها حَقيقَةً؛ لقولِهِ: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا﴾.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: دُخولُ التَّوكيدِ في كَلامِ اللهِ ﷿؛ لقولِه: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا﴾ لأَنَّنا قلنا: (ما) زائدَةٌ لكنَّها للتَّوكيدِ، فإن قال قائِلٌ: كَلامُ اللهِ ﷿ مُؤكَّدٌ بدونِ أداةِ

1 / 128