Тафсир Аль-Усаймин: Джуз Амма

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
86

Тафсир Аль-Усаймин: Джуз Амма

تفسير العثيمين: جزء عم

Издатель

دار الثريا للنشر والتوزيع

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Место издания

الرياض

Жанры

وجل، ولا تملك نفس لنفس شيئًا إلا بإذن الله، ولهذا كان الناس في ذلك اليوم يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون، ثم يطلبون الشفاعة من آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى عليهم الصلاة والسلام حتى تنتهي إلى نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيشفع بإذن الله فيريح الله العالم من الموقف، ﴿والأمر يومئذ لله﴾ (^١) . فإن قال قائل: أليس الأمر لله في ذلك اليوم وفي غيره؟ قلنا: بلى الأمر لله تعالى في يوم الدين وفيما قبله، لكن ظهور أمره في ذلك اليوم أكثر بكثير من ظهور أمره في الدنيا؛ لأن في الدنيا يخالف الإنسان أوامر الله ﷿ ويطيع أمر سيده، فلا يكون الأمر لله بالنسبة لهذا، لكن في الآخرة ليس فيه إلا أمر لله ﷿. وهذا كقوله تعالى: ﴿لمن الملك اليوم لله الواحد القهار﴾ [غافر: ١٦] . والملك لله في الدنيا وفي الآخرة، لكن في ذلك اليوم يظهر ملكوت الله ﷿ وأمره، ويتبين أنه ليس هناك آمر في ذلك اليوم إلا الله ﷿، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

(^١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ) (٤٧١٢) ومسلم كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (١٩٣) .

1 / 92