Тафсир Аль-Усаймин: Джуз Амма

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
78

Тафсир Аль-Усаймин: Джуз Амма

تفسير العثيمين: جزء عم

Издатель

دار الثريا للنشر والتوزيع

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Место издания

الرياض

Жанры

قيل لأعرابي بم عرفت ربك؟ قال: بنقض العزائم وصرف الهمم. (بنقض العزائم) يعني الإنسان يعزم على الشيء عزمًا مؤكدًا وإذا به ينتقض!! من نقض عزيمته، لا يشعر، أن هناك مرجحًا أوجب أن يعدل عن العزيمة الأولى بل بمحض إرادة الله (صرف الهمم) يهم الإنسان بالشيء ويتجه إليه تمامًا وإذا به يجد نفسه منصرفًا عنه سواء كان الصارف مانعًا حسيًّا أو كان الصارف مجرد اختيار.. اختار الإنسان أن ينصرف، كل هذا من الله ﷿ (^١) . فالحاصل أن الله يقول: ﴿لمن شاء منكم أن يستقيم﴾ والاستقامة هي الاعتدال، ولا عدل أقوم من عدل الله ﷿ في شريعته، في الشرائع السابقة كانت الشرائع تناسب حال الأمم زمانًا ومكانًا وحالًا، وبعد بعثة الرسول ﵊، كانت شريعته تناسب الأمة التي بُعث النبي ﷺ إليها من أول بعثته إلى نهاية الدنيا. ولهذا كان من العبارات المعروفة «أن الدين الإسلامي صالح لكل زمان ومكان وحال» . لو تمسك الناس به لأصلح الله الخلق. انظر مثلًا الإنسان يصلي أولًا قائمًا، فإن عجز فقاعدًا، فإن عجز فعلى جنب، إذن الشريعة تتطور بحسب حال الشخص؛ لأن الدين صالح لكل زمان ومكان وحال. يجب على المحدث أن يتطهر بالماء، فإن تعذر استعمال الماء لعجز أو عدم. عدل إلى التيمم، فإن لم يوجد ولا تراب، أو كان عاجزًا عن استعمال التراب فإنه يصلي بلا شيء، لا بطهارة ماء ولا بطهارة تيمم، كل هذا لأن شريعة الله ﷿ كلها مبنية على العدل، ليس فيها جور، وليس فيها ظلم، وليس فيها حرج، ليس فيها مشقة، ولهذا قال: ﴿أن يستقيم﴾ وضد

(^١) انظر فتاوى القضاء والقدر من كتاب مجموع فتاوى ورسائل فضيلة شيخنا ﵀ ج ٢/ ٧٧ - ١٢٠.

1 / 84