ونجا من المرهوب، ﴿من زكاها﴾ أي: من زكى نفسه، وليس المراد بالتزكية هنا التزكية المنهي عنها في قوله: ﴿فلا تزكوا أنفسكم﴾ [النجم: ٣٢] . المراد بالتزكية هنا: أن يزكي نفسه بإخلاصها من الشرك وشوائب المعاصي، حتى تبقى زكية طاهرة نقية. ﴿وقد خاب من دساها﴾ أي من أرداها في المهالك والمعاصي، وهذا يحتاج إلى دعاء الله ﷾ أن يثبت الآنسان على طاعته، وعلى القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. فعليك دائمًا أن تسأل الله الثبات والعلم النافع، والعمل الصالح فإن الله تعالى قال: ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون﴾ . [البقرة: ١٨٦] .
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَهَا﴾ .
﴿كذبت ثمود بطغواها﴾ ﴿كذبت ثمود﴾ ثمود اسم قبيلة ونبيهم صالح ﵊، وديارهم في الحجر معروفة في طريق الناس، هؤلاء كذبوا نبيهم صالًحا. ونبيهم صالح ﵊ كغيره من الآنبياء يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له. كما قال الله تعالى: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون﴾ [الآنبياء: ٢٥] . دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأعطاه الله سبحانه آية تدل على نبوته وهي الناقة العظيمة التي تشرب من البئر يومًا وتسقيهم لبنًا في اليوم الثاني. وقد قال بعض