Толкование аль-Усаймина: Аз-Зумар

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
36

Толкование аль-Усаймина: Аз-Зумар

تفسير العثيمين: الزمر

Издатель

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

﴿لَاصْطَفَى﴾: اصطفى من الصَّفْوَة، وهو خيار الشّيء، فيكون معنى اصطفى اختار. ﴿مِمَّا يَخْلُقُ﴾: أي: من الذي يَخْلُق ما يشاء، و(ما) هنا مفعولُ اصطفى أي: لاصطفى ما يشاء ممَّا يَخْلُقُه؛ وقوله: ﴿مِمَّا﴾ هذه اسْمٌ مَوْصُول، والعائِدُ مَحْذوف، والتَّقْدير: مما يَخْلُقُه، وعبَّرَ بـ (ما) دون (مَن) مع أنَّهُم قالوا: الملائِكَة بناتُ الله، وعزيرٌ ابْنُ الله، المسيحُ ابنُ الله، فعبَّرَ بـ (ما)؛ لأنَّها أعَمُّ مِن (مَن)؛ هذا من وَجْه. من وجهٍ آخر: أنَّه إذا أُريدَ ملاحَظَة الصِّفَة، فإنه يعبَّر بـ (ما) عن (مَن) وهنا يراد ملاحَظَة الصِّفَة وهي: العبادة وانظروا إلى مثالٍ يتَّضِحُ به ما قلنا؛ قال الله تعالى: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾ [النساء: ٣] ولم يَقُلْ: (مَن)، لأنَّه ليس المقصود عَيْنَ المرأة إنما المقصود الوصف؛ ولهذا يعبَّر بـ (ما) عن (مَن). ﴿لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ﴾ أي: من مخلوقاته ذاتِ الإرادَةِ والشُّعور كعُزَيْرٍ والمسيحِ والملائِكَةِ وغيرهم كالجمادات من الأصنام المنْحُوتة وغيرها؛ ما شاء، واتَّخَذه ولدًا قوله: ﴿مَا يَشَاءُ﴾ نقول: في ﴿مَا يَشَاءُ﴾ كما قلنا: في ﴿مِمَّا يَخْلُقُ﴾ واتَّخَذه ولدًا [غيْرَ من قالوا مِن الملائِكَة بنات الله، وعُزَيْر ابن الله، والمسيحُ ابن الله] يعني: الله ﷿ لو أراد أن يتَّخِذَ ولدًا ما منعه أحَدٌ؛ ﴿لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ﴾ مما قالوه أو غيره، فهو ﷿ له المُلْك الكامل، ولكنه لا يتَّخِذُ ولدًا، كما قال تعالى: ﴿وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾ [مريم: ٩٢]؛ يعني: مستحيلٌ غايَةَ الاسْتِحالَة أن يتَّخِذَ ولدًا. ولهذا قال ﵀ هنا: [﴿سُبْحَانَهُ﴾ تنزيهًا له عن اتخاذِ الولد، ﴿هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ لخَلْقِه] ﴿سُبْحَانَهُ﴾ أي تَنْزيهًا له، و﴿سُبْحَانَهُ﴾ هذه اسمُ مَصْدَر، مِن سبَّح، والمصدَرُ تَسْبيح، واعلم أن (سبحان) ملازِمَةٌ للإضافة دائمًا،

1 / 40