305

Толкование аль-Усаймина: Аз-Зумар

تفسير العثيمين: الزمر

Издатель

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الآية (٤٣)
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ﴾ [الزمر: ٤٣].
ثُمَّ قال الله ﷿: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ﴾: ﴿أَمِ﴾ هنا مُنقَطِعة؛ ولهذا تُقدَّر بـ (بل) والهَمْزة أي: أنها بمَعنَى: (بل) والهَمْزة.
وقولنا: (مُنقَطِعة) يُفيد أن هناك مُقابِلًا لهذا المَعنَى وهو كذلك، والمُقابِل لهذا المَعنَى أن تَكون مُتَّصِلة، وحينئذٍ نَحتاج إلى الفَرْق بين المُنقَطِعة والمُتَّصِلة، والفرق بينهما من وجهين:
الفَرْق الأوَّل: أن (أَمِ) المُنقَطِعة لا مُعادِلَ فيها، بمعنَى أنه لا يُذكَر فيها مُعادِل، بخِلاف (أَمِ) المُتَّصِلة فإنها تَحتاج إلى مُعادِل، فقوله تعالى: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾ [البقرة: ٦]، هذه مُتَّصِلة لذِكْر المُعادِل ﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾، وأمَّا قوله ﵎: ﴿أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الطور: ٣٣]، فهذه مُنقَطِعة؛ لأنها بمَعنَى: بل أيَقولون؛ لأنه لم يُذكَر فيها المُعادِل فتَكون مُنقَطِعة.
الفَرْق الثاني بينهما: أن (أَمِ) المُتَّصِلة بمَعنى (أَوْ)، و(أَمِ) المُنقَطِعة بمَعنَى (بل) والهَمزة ففي قوله تعالى: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾ لو جعَل بعدَها (أَوْ)

1 / 309