Толкование аль-Усаймина: Аз-Зумар

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
151

Толкование аль-Усаймина: Аз-Зумар

تفسير العثيمين: الزمر

Издатель

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

وقوله تعالى: ﴿حَقَّ عَلَيْهِ﴾ أي: وجَبَ عليه، وذُكِر الفِعْل مع أن لَفْظة ﴿كَلِمَةُ﴾ مُؤنَّث؛ لوَجْهين: الوجه الأوَّل: أن تأنيث لفظة ﴿كَلِمَةُ﴾ مَجازِيٌّ. والوجه الآخَر: أنه مُنفَصِل عن عامِله، ولا يَجِب تأنيث الفِعْل إلَّا إذا كان الفاعِل مُؤنَّثًا حقيقيًّا مُتَّصِلًا، كما قال ابنُ مالك ﵀: وَإِنَّمَا تَلْزَمُ فِعْلَ مُضْمَرِ ... مُتَّصِلٍ أَوْ مُفْهِمٍ ذَاتِ حِرِ (١) يَقول تعالى: ﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ﴾، أي: وجَب عليه كلِمة العَذاب وهي أنهم لا يُؤمِنون ولو جاءتَهم كلُّ آية، أو كما قال المُفَسِّر ﵀: ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [هود: ١١٩] والأوَّلُ أَظهَرُ. وقوله تعالى: ﴿كَلِمَةُ الْعَذَابِ﴾ يَعنِي: الكلمة التي يَستَحِقُّون بها العَذاب، وهي أن كلَّ مَن خالَف أَمْر الله تعالى فإنه مُستَحِقٌّ للعَذاب. ثُمَّ قال الله تعالى: ﴿أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ﴾؛ فقوله تعالى: ﴿أَفَأَنْتَ﴾ الخِطاب للرسول ﷺ، يَعنِي: هل تُنقِذه إذا حقَّتْ عليه كلِمة العَذاب؟ الجواب: (لا)، وإذا كان الجَوابُ: (لا)، فهو عَلامة على أن الاستِفْهام للنَّفيِ، وهنا نَسأَل الهَمْزة في ﴿أَفَمَنْ حَقَّ﴾، والهَمْزة في ﴿أَفَأَنْتَ﴾ هل لكل واحِدة مَعنًى مُستَقِلٌّ، أو أن الثانية تَوْكيد للأُولى؟ الجواب: إن كانت الجُمْلتان جُمْلةً واحِدة فالثانية تَوْكيد للأُولى، وإن كانت كلُّ جُملة مُستَقِلَّة عن الأخرى فالثانية أَصلِيَّة، يَعنِي: تَأسيسية لا تَوْكيدية، ومَهما يَكُن من

(١) الألفية (ص: ٢٥).

1 / 155