Тафсир аль-Усаймина: Аз-Зухруф

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
8

Тафсир аль-Усаймина: Аз-Зухруф

تفسير العثيمين: الزخرف

Издатель

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

فالجَوابُ: هَذَا كَذِبٌ، مرَّ ابْنُ مسعُودٍ ﵁ بقَوْمٍ يُسبِّحُون ويَعُدُّون بالحَصَى، فقَال لهمْ: إنَّكُم لَنْ تُحصُوا أعمَالكُمْ، أعمَالُكُم الصَّالحَةُ مُحصَاةٌ لكُمْ: مَكتُوبَةٌ، لكِنْ أَحْصُوا أعمَالكُمْ السَّيِّئةَ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَتُوبُوا إِلَى اللهِ مِنْهَا (^١). وهَذَا حَقٌّ، فكُلُّ هَذه الأشيَاءِ مُحدَثَةٌ، واللهِ ﷿ لَنْ يُضِيعَ أجْرَ أحَدٍ يَعْلَمُ عدَدَ حُرُوفِ القُرآنِ، وَيعْلَمُ مَا يَترتَّبُ عَلَيهِ مِنَ الثَّوابِ، ولَنْ يَضِيعَ. ٥ - القُرآنُ الكَرِيمُ يَختَصُّ بالإِعْجَازِ: أَي: بأَنَّ الخَلْقَ لَا يَستَطِيعُون أَنْ يَأْتُوا بمِثْلِهِ؛ قَال اللهُ ﷾: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: ٨٨] أَي: مُعِينًا. وليسَ ذَلِكَ مَوجُودًا فِي أَيِّ كَلَامٍ مِنْ كَلَامِ البَشَرِ، وإنَّما هُوَ فِي القُرآنِ الكَرِيمِ، فلَا يَستَطِيعُ أحَدٌ أَنْ يَأتِيَ بمِثْلِهِ، بَلْ وَلَا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِنْهُ، بَلْ ولَا بِسُورَةٍ مِنْهُ، بَلْ وَلَا بِآيَةٍ منه: فالقُرآنُ كَامِلًا كَمَا فِي قَولِهِ تعَالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: ٨٨]. وعَشْرُ سُوَرٍ كما فِي قَولِهِ تَعَالى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ﴾ [هود: ١٣]. وسُورَةٌ كما فِي قَولِهِ ﷾: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ﴾ [يونس: ٣٨].

(^١) أخرجه الدارمي في سننه رقم (٢١٠).

1 / 12